قراءة في قصائد الشاعر بن يونس ماجن


 تمتاز قصائدالشاعر المغربي بن يونس ماجن  بالعبارات الهامسة والنديّة  والجمل القصيرة التي تفتح دروب الخيال،كقصيدة : وريقات بين المد والجزر.
فالشاعر يستلهم كلامه من قاموس الطبيعة "زيتون ، ذئب ، العصافير، الأشجار...الخ"
كما يستلهم من قاموس الشارع والحياة العامة اليومية "محطة مترو،  أكسجين، حبل غسيل، مجاملات، دولاب..الخ" ليبرهن انه قريب من القارئ ولم يبتعد عنه فهو السهل الممتنع.
الرمز شفاف وواضح كشمس تنعكس على سطح ا لمحيط"النوارسُ أعياها الانتظار ..فسقطتْ في فكي تمساحٍ مبتسم"  وأحياناً غامض   علينا الإبحارُ للوصول إلى لجّة محيط  بن يونس عندها سنكتشف اللآلئ وبعض أسماك القرش"منذ زمنٍ ونحن نعد حصى الرمل ..ونعلم الموج العوم في الماء العكر..ونستخلص الوحل من التبر"،   وليس كالموجة التي اجتاحت العالم العربي بالرمز الغامض والذي أخذوه من الهزائم الغامضة،  هو وضوح لو أعدنا قراءة الصورة الشعرية أكثر من مرة  سنصل بها إلى ذروةِ التألق الأدبي كما تفعل بنا قصائد الماغوط.
بن يونس يعترف بأنه لا يشرب من كأس الآخرين كما يقول رامبو ،  وإنما له أصالته وتفرده ، فهو يكتب قصيدة النثر ويخلص لها كما يقول :"أنفخُ ربابة مبحوحة الإيقاع"
  لا تغيب الهموم الوطنية والقومية  عن قصائده " أيها القادم من هناك " وفي قصيدة " في هذا النهار الذي يلتصق بظل الشمس"  يسطر آلامه وهموم فلسطين والعراق  شعراً .
تبدو قصائده  التي تتألف من أكثر من مقطع بناء متماسكاً ونهراً جارياً لا تحده السدود ، تمتاز بترابط ذهني وعضوي.
يستخدم الشاعر كثيرا الفعل المضارع في قصائده دلالة على استمراريته وعلى تحدي الواقع القائم كما في قصيدة " مناورات في كواليس الصمت ".
تمتاز روح  بن يونس ماجن بنقائها عن كل شيء مادي، وفيها نفائس الروح الشعرية والقيم الجمالية  والتجديد المعتدل المتزن، يصل إلى حالات من المفارقات بأسلوب تعبيري منوع.
كقوله: لكي أغطي الشمس بالغربال ثم أكنس أشعتها في فيء الظهيرة".
ولعل أكثر ما شدّني من ديوانه الصدق والكلام النابع من القلب فهو يجمع بين السخرية والنزعة الجمالية كما يقول في قصيدة  نبش في  وميض العتمة :
كم أحببت أن أكون شاعرا
كالشاعر الذي تتفرج أساريره
كلما ضاجع قصيدة غجرية
أو كالشاعر الذي يسقط في البئر مرتين
أو كالشاعر الذي يداعب قطة الجيران
ويحمل فروها تحت إبطيه

الشاعر السوري نوزاد جعدان




تعليقات