عيد أضحي تعيس
حالة طوارئ هذه الأيام تنقصها صفارات الإنذار ماذا يجري الكل يجري على رجله يجري على الدراجة يجري على السيارة يجري , التقى أحمد بأخيه في السوق سلم عليه من بعيد اسمح لي لا وقت لي سأذهب لسوق الغنم , اشتريت خروف العيد اشتريت قال علي لأحمد كيف هي الأثمنة هذا اليوم, الأغنام رخيصة اسرع اشتري لك خروف العيد قبل أن تنزل رواتب الموظفين في الأبناك سترتفع الأثمة ,
سلم على أمي سأراهى بعد العيد ,شغل أحمد السيارة بسرعة وتوجه الى بيته ودق الجرس بسرعة اخرجي البسي جلبابك سنذهب لسوق الغنم لشراء خروف العيد لأنهم قالوا ان الخرفان رخيصة و سيرتفع ثمنها بعد غد .
توجه أحمد اإلى السوق وهو في الطريق يرى الناس يحملون خرفانهم يسألهم بكم اشتريت هذا الخروف اشتريته ب2000 درهم غال ان الأثمنة مرتفعة إذا لم أجد سأتوجه إلى سوق مديونة, ركن السيارة بجانب السوق دخل من البوابة الغبار يتناثر في السماء يختلط بدخان الشواء انه السوق كل شئ يباع فيه , قالت عائشة لأحمد خذ بالك ان السوق مليئ باللصوص ولا تعرف من أين يخرجون, لا تخافي انني حذر ولا يمكنهم سرق أموالي . لف أحمد يمينا ويسارا وسأل رجلا يبيع الخرفان بكم هذا الخروف قبل أن يجيب قالت عائشة لزوجها لم يعجبني انه صعير جدا وسيضحك علينا الجيران , رد عليها أحمد قائلا أنا أشتري على قدر استطاعتي , وعندما توغل داخل السوق اعجبه خروفا طويلا ضخما قال لزوجته هذا هو الخروف الذي أعجبني انه من النوع السردي قالت عائشة ان قرنيه صغيرتان قال أحمد اننا لا نأكل القرنين سنرمي بهما في سلة الأزبال, أدى ثمن الخروف وجره من قرنيه وامرأته تدفع الخروف من الخلف ما هذا البخل قال أحد الشباب المارين في السوق بكم ستنقل هذا الخروف الناس تشتري الخروف بثمن باهض وتبخل على مصاريفه البسيطة , لم يهتم أحمد بهذا الكلام وواصل السير وهو يجر الخروف وعندما اقترب من السيارة خرج له اثنان من اللصوص بسيف كبير اترك الخروف وتراجع الى الخلف وإلا قطعناك الى نصفين تعنت أحمد معهما فضربه أحد اللصوص على يده وأخذوا منه الخروف أمام أعين المارة , وبعد ذلك توجه أحمد الى المستشفى فخاطوا له الجرح الغائر ومنعوا عليه أكل اللحم لمدة أسبوع واستسلم أحمد للأمر الواقع وعندما عاد الى بيته حكى لأولاده ماحدث له في السوق وقال لهم ستذهبون لقضاء يوم العيد عند جدتكم,
وانزوى أحمد بركن في الغرفة وأخذ وقتا طويلا للتفكير وكان تفكيره منصبا على مصدر هذا المال الذي اشترى به الخروف, وقال في سريرته إن هذا المال كنت أكسبه من حرام فأنا أخذته رشوة من الناس بسهولة وراح بسهولة وكانت هذه الحادثة سببا في توبته عن أكل المال الحرام.
محمد يوب
