اللفظ و المعنى بين القديم و المعاصر


موضوع من الأهمية بمكان يطرح إشكالية قديمة جديدة ناقشها النقاد العرب قديما وهي مسألة الاختلاف حول أيهما أسبق اللفظ أم المعنى فهناك من يقدم اللفظ ويدافع عن مشروعه النقدي و هناك من يقدم المعنى باعتبار أن اللفظ ماهو إلا وعاء نصب فيه المعنى ثم جاء حازم القرطاجني و أدمج بين الرأيين وقال بأن العمل الأدبي لابد وأن يجمع بين الفظ و المعنى ولفهم هذا العمل لابد من الانطلاق من اللغة لفهم المعنى الذي يقصد بع النقاد المعاصرون بالمدلول إذن هناك الدال الذي هو اللفظ و هناك المدلول الذي هو المعنى أو المضمون ، لكن الشئ الذي بنبغي أن نشير إليه هو أن الاعتماد على اللغة كما رأينا في هذا البحث يجعل النصوص الأدبية تحت محك العلم ويصبح الأدب خاضعا لقواعد علمية و بالتالي يفقده ما يسمى بأدبية العمل الأدبي ، و الأعمال الأدبية لا يمكن إخضاعها لهذه النظريات العلمية لأنها تجربة أدبية و التجربة الأدبية لا يمكن عزلها عن روح صاحبها و مشاعره ولذلك يصبح التقد الأدبي هو كذلك عملا أدبيا فوق العمل الأدبي إنه قراءة نقدية لقراءة أدبية عكست الواقع الاجتماعي بفنية و أدبية ، إن هذا الاختلاف بين أيهما أسبق و أهم اللغة أم المعنى هو موضوع شائك ينبغي دراسته في ضوء الظروف الاجتماعية وفي حضور الرؤية الأدبية للواقع ، ولذلك هناك بعض النقاد المعاصرون وكذلك القدماء الذين أشاروا إلى ضرورة النظر إلى العمل الأدبي من الزاويتين ومن هنا ظهرت السيميائيات كما أشرت التي تنطلق من اللفظ ثم تحاول إعطائه دلالة من خلال علاقات متداخلة لا يمكن الفصل بينها إن العمل الأدبي منظومة متكاملة فيها اللفظ و المعنى لا يمكن تجزيئه و تشطيره كما تفعل بعض الدراسات التي تقول بموت الكاتب أو الأديب و النظر إلى الأعمال الأدبية في الدرجة الصفر .
محمد يوب