يوم من أيام أستاذ سعيد بعمله




أنام ليلا وأنا كلي همة و نشاط وفرحة لمقابلة يوم جديد يطلع بشمسه الساطعة ، أستيقظ مبكرا آخذ حمامي ككل يوم ، أذهب للمسجد لأداء صلاة الصبح مع الجماعة أعود إلى بيتي و أنا سعيد بهذا اليوم الجديد ، أتناول وجبة الفطور جماعة مع أطفالي و زوجتي ، آكل ما لذ وطاب من الحلوى و الفطائر و العصير الطبيعي وكوب الشاي الأسود بالحليب .
ثم بعد ذلك ألبس هندامي و ألمع حذائي و أرش زخات من رائحتي المفضلة ، و أنزل من بيتي وأمشي بعض الأمتار و أقف أنتظر حافلة الأساتذة لتأخذني إلى المدرسة ، أصعد السلم تلسعني برودة قادمة من المكيف أتفحص وجوه الأساتذة كل واحد جالس على كرسي وثير تعلوا على وجوههم الفرحة و السرور ، أحييهم و آخذ مكاني على مقعدي الذي تعودت عليه فهو يعرفني و يستقبلني . .
و نحن في الطريق إلى المدرسة نتبادل أطراف الحديث و من حين لآخر يقول بعضنا النكث الجميلة التي تنعش الفؤاد و تعيد الروح إلى الحياة ، الطريق تطول نتمنى أن نصل بسرعة لمقابلة التلاميذ الذين يستقبلوننا بوجوههم البشوشة بالتحية و السلام . .
ننزل من حافلة المدرسة ندخل لقاعة الأساتذة نأخذ بعض أغراضنا كالطباشير و دفتر النصوص ، ثم بعد ذلك نتوجه لساحة المدرسة لأداء النشيد الوطني و الجميع ينشده بكل حب و احترام في صوت واحد مرتفع . .
ثم بعد ذلك يتوجه الأستاذ مع تلاميذه إلى الأقسام ، وعند الدخول إلى القسم تشعر بنسمة باردة قادمة من المكيف المعلق على الحائط ، تشم على ملابس التلاميذ رائحة البخور الجميلة وكأنك في مسجد يؤدي فيه الناس صلاة التراويح ، الكل يحترم الأستاذ فهو محترم يقدره الجميع ويعاملونه كما يعامل الأب ، لا تسمع كلاما إلا كلامه ، و إذا أراد التلاميذ التدخل فإنهم يرفعون أصابعهم استئذانا و احتراما للنقاش ، أما ما سوى ذلك فإنهم صامتون و كأن على رؤوسهم الطير..
وعندما ينتهي الدرس فإن التلاميذ ينسحبون من القسم على مشط أقدامهم شاكرين لي حسن إلقاء الدرس متمنين لي الصحة و العافية..
وفي نهاية اليوم أعود إلى بيتي و أنا سعيد بهذا اليوم متمنيا أن أصحى في اليوم القادم وأنا كلي حيوية لمقابلة تلاميذي الذين أحبهم و يحبونني ، و أعزهم و يعزونني .
لا تتهمونني بالكذب و البهتان أو شطحات الحلم و العرفان بل كان هذا يوم من أيام الدراسة في سلطنة عمان . .

محمد يوب 23-03-10