التحليل
التعبير وسيلة من وسائل
العلاج النفسي الذي يمثل خمسين في المائة من المرض العضوي الجسدي ولذلك
فكل إنسان يعبر بالقلم ويصاحب القلم فإنه يجد الملاذ الخصب و الأخضر لصفاء
القلب و انطلاقة الروح وهذا ما لمسناه في هذه القصيدة الجميلة .
إنها تعبير صادق عما يعانيه الإنسان من آلام ولاحظ جيدا كيف كانت انطلاقة
القصيدة فيها تدمر كبير و انتهت براحة نفسية لا مثيل لها سنلاحظ ذلك من
خلال هذه التجربة و لتسمح لي صاحبتها .
الحروف الصوتية في مطلع القصيدة كانت حلقية خارجة من أعماق و قلب الشاعرة :حين يصل الجرح مداه
ومما زاد في شدة التدمر و الأسى استخدامها للقافية وهي حرف
الهاء وهذا الحرف يعبر عن أقصى درجات التأوه بمعنى لا يوجد في الهجاء
العربي حرف يأتي في درجة قبل حرف الهاء، ولاحظ معي كذلك أن الجرح ليس جسديا
وإنما هو جرح معنوي نفسي سيصل الألم فيه إلى مداه وهنا
كذلك وضفت حرف الهاء للتأوه.حين يصل الألم أقصاه
وبعد الجرح و الألم هناك
انهيار يعني أن الشاعرة عبرت عن حالة نفسية متقدمة في الألم لا يمكن تحمله
لأن الانهيار يأتي بعد توالي الضربات و الجروحات,حين تنهار أعصابك
وعند الجرح العميق و الألم
الشديد و الانهيار المديد تختلط الحياة عند الانسان إنه يصبح عرضة لأزمات
نفسية لا ينفع معها العلاج و المسكانات إن الإنسان في هذه الحالة تختلط
لديه عقارب الساعة فيصبح النهار كالليل و الليل كالنهارحين يصبح نهارك /امتدادا لليلك
وعندما يختلط الليل و النهار يعني أن الإنسان يصبح محروما من النوم وعندما
يحرم من النوم يحرم من الأحلام التي هي حق مشروع ولعلها من أبسط الحقوق
التي ينتظرها الإنسان. وعندما تنتهي الأحلام تنتهي الآمال وعندما تنتهي
الآمال تجف الدموع التي تعبر عن الفرحة و السعادة فالشاعرة هنا تحسسنا أن
الذي يعاني من هذه الأزمات أصبح محروما حتى من حقه في البكاء إنه تعبير عن
أقصى درجات الظلم و الأذية.
عندما يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من القهر العاطفي و الظلم الشاعري و
القسوة في جرح المشاعر الرهيفة الحساسة لا يبقى للإنساء إلى تفريغ هذا
القهر وهذا الظلم في شكل كلمات معبرة على صفحات ورقة بيضاء ناصعة البياض
بريئة تعوض عن المصاحبة التي فيها غدر و الحب الذي فيه أذية هذه الكلمات
التي لاتفضح صاحبها ولا تخرج أسراره وإنما هي حافظة للسر ولا يفهمها أي أحد
إلا من سطرها وحفظها .
وفي هذه الحالة أي حالة البوح و التعبير عما يعانيه الإنسان تغيرت الألفاظ و
تغيرت الحروف وانتهت القصيدة بحرف هادئ وكاشف عن ظاهر مستريح وباطن مريح
هو واقع الشاعرة التي أصبح مغايرا وفصيحا حيث استخدمت حرف الكاف وهو حرف
ينطلق من طبقة عليا في الفم دليل على استرجاع الشاعرة التقة في نفسها بعد
الكتابة و التعبير عن مشاعرها لا أحد يحسه مثلك
لغة شاعرية جميلة تمزج بين الواقع و الخيال فيها صور بلاغية عبرت عن صجق
مشاعر الشاعرة ،فيها رؤية صادقة إلى العام انتهت بالتفاؤل الذي يعطي الأمل
في الحياة .
محمد يوب
اولا
تحية تقدير واجلال لقلمك المبدع ونقدك الواعي وقراءتك المميزة ..
كل
الشرف لي ايها الكريم الطيب...الفنان في كتاباته...الرائع في ردوده
والمتميز في حضوره..
كل
الشرف لي بان تحضى محاولتي بقراءة دقيقة.. مفصلة ..واعية وراقية من طرف
ناقدنا واستاذنا المبدع محمد يوب
تحليلك
كان دقيقا لدرجة انني احسست غير ما مرة وكاني انا اتحدث عن ماكتبته...وصلت
الى عمق ما تمنيت ان يصل اليه القارء وهذا شرف وتكريم لي ان تخخص لمحاولتي
موضوعا خاصا بها لقراءتها بدقة متناهية وبحرفية تامة..
اخي
محمد يوب اشكرك على اهتمامك..اشكرك على مجهودك في التحليل الذي اسعدني
كثيرا...اشكرك على روحك الراقية في تشجيعي دائما ..واشكرك على تواجدك
بيننا..فما احوجنا الى اخوان مثلك لهم دراية وتجربة في الفسم الادبي
تكريم
لي..هذا الذي قمت به ..ومهما حاولت شكرك اجد كلماتي تنصهر وحروفي
تتلاشى...فيعجز قلمي
باقة
ورد لك علها تشفع لي عجز قلمي في انتقاء الارقى لشكرك
