دور المثقف في المجتمع

إن كل من العروي و أركون و الجابري يتحدثون عن المثقف من المنظور الماركسي الذي يميز بين نوعين من المثقف : المثقف السلبي وهو الذي يكتفي بتكوين نفسه دون اهتمام بالاخر، فيبقى منعزلا عن المجتمع ولا يتدخل في الاصلاح و التطوير ، و المثقف العضوي الذي يتدخل في تقرير المصير ويعمل على تغيير الواقع انطلاقا من أيديولوجية ومن خلفيات مسبقة ولعل هذا النوع من المثقفين قد ولى عهدهم مع انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهاء الفكر الماركسي إن زمننا زمن سادت فيه النفعية و البراغماتية إن المثقف في عصرنا الحاضر اندمج مع العالم وانتهت تلك الرؤية الواحدة المسيطرة مع الثورة التكنولوجية ، إن العالم أصبح قرية صغيرة تزدحم فيها المعلومات ما يبدولك اليوم صحيحا يظهر للآخرين خاطئا إن الثقافة تقاس بمقدار مساهمتك في حقل المعرفة ،ولذلك لاحظ معي أن الثقافة عند هؤلاء الكتاب المذكورين أصبحت متجاوزة لا يمكن لهذه الأفكار و الأيديولوجيات أن تنطلي على قارئ ولو كان بسيطا في ثقافته ،إن الثقافة المعاصرة متجددة وحركية تخضع لمقياس النفعية فأنت مثقف بمقدار مساهماتك بما ينفع الناس : فالمهم أخي محمد هو المعلومة وليس الشخص المثقف ولذلك ظهر ما يسمى بموت المثقف وموت الكاتب إن القارئ ينظر إلى النص من أجل النص لايهمه الطرح الأيديولوجي ولا يهمه خلفية الكاتب إن المثقف المعاصر ينظر إلى النص في درجة الصفر في الكتابة أي النص و لا شئ غير النص .

محمد يوب