
"قصة فشل يحكيها ناجح"

أول تجربة لي مع الفشل كانت في سن مبكرة عندما كنت في السنة الخامسة ابتدائي أي الشهادة الابتدائية حيث كنت شقيا ولا أهتم بالدراسة بل كنت أكرهها وأكره الأساتذة وكان والدي رحمه الله يضربني كثيرا مما زاد في بغضي للتعليم.
رسبت ثلاث سنوات متتالية فطردوني من المدرسة وعندما جلست في البيت بدأت أشعر بالندم وخاصة أنني جربت العمل في مختلف المهن و الورشات ومنها دكان والدي الذي كان يشتغل كسعاتي ، هذا الفراغ ولد لدي الحنين و الرغبة في الرجوع إلى مقاعد المدرسة وبالفعل بقيت أمارس مهنة إصلاح الساعات وانتسبت إلى إحدى المدارس الخاصة وهي معهد الرشاد العلمي بالدار البيضاء الذي أعتز به و أفتخر، من هناك كانت الانطلاقة مع النجاح فكنت أنجح في كل سنة دون حضوري وجلوسي على مقاعد المدرسة إلى أن حصلت على الإجازة في الأدب العربي .
الفشل الثاني هو أنني شاركت في إحدى التعاونيات السكنية بالدار البيضاء لكن لظروف مختلفة لم تنجح وكان المقاول قد طلب منا تسديد مبلغ كبير من المال مقابل التسريع في عملية البناء وقد أوهمنا بأننا سنسكن في شققنا في أقرب الآجال فاتفقت مع صاحب البيت الذي أستأجرمنه بأن أن أسكن في البيت مقابل المبلغ الذي قدمته سلفا أي العربون ثم بعد ذلك أفرغ له البيت لكن المدة انتهت و المقاول هرب لنا بمبلغ مالي و قدره 480 مليون سنتيم كان هذا سنة 90 وكان لابد لي من إفراغ البيت وأفرغته ووزعت أغراضي على بعض الأصدقاء ومنهم من باع هذه الأغراض بمجرد ما ابتعدت عنه وأصبت بالحسرة و الندم . لكن بعد العسر يسرا فبعد مدة قصيرة قدمت طلبا للإستفادة من الإعارة لدول الخليج فقبل طلبي وخرجت في إعارة إلى سلطنة عمان كنت هناك أستاذا ثم بعد ذلك مكلفا بالتوجيه التربوي .
ومند ذلك الوقت إلى الآن لا أفكر في غدي هذه حكايتي مع الفشل .

الــحـــــــاج:
مـحـمــد يـــــوب
