"لذة الكتابة على جلد
الذات الكاتبة"
قراءة في قصة فانتازيا كاتب مشهور
إهداء
إلى أخي
أبوحسام الهواري
قراءة في قصة فانتازيا كاتب مشهور
إهداء
إلى أخي
أبوحسام الهواري
إن الكتابة الأدبية مخاض يعيشه الكاتب إنه مجموعة من
التراكمات التي اجتمعت تباعا من أجل خلق عمل أدبي ينبض حيوية وإبداعا ، إن
الكتابة تعبير عن ذات راغبة في تفريغ كل ما جمعته من تجارب في الحياة ،
تجارب دارسة فاهمة للعبة الحياة مدركة لمفاتيحها تتلاعب بخيوطها .
إن الكتابة الأدبية ترتفع إلى مستوى معين من البوهيمية التي تجعل من الكاتب الأديب إنسانا غريبا عن عالم المحسوسات غريبا في كل تفاصيل الحياة له عالمه الخاص المليء بالمتناقضات ،التي تدفعه إلى الخلق و الإبداع ، العطاء اللامحدود ، إن الكاتب الأديب هو تلك الشمعة التي تحترق ثم تذوب لتنير المسالك المظلمة التي يعيشها الإنسان .
القصة التي بين أيدينا فانتازيا كاتب مشهور ... تسير في هذا المسار الطويل الذي يبين للقارئ مخاطر مهارة الكتابة الأدبية .
إنها مجموعة من المعاناة التي تتراكم في ذهنية الكاتب في نفسيته تختمر تنضج لتخرج في لحظة من اللحظات في شكل أدبي خالد على شكل ألفاظ منمقة جميلة تعبر عن واقع محسوس بأسلوب فني شاعري مشاعري يكون رسالة تعكس واقعا اجتماعيا بتقنية وحرفية عالية .
إن عملية الكتابة الأدبية إبداع و الإبداع يحتاج إلى شروط ذاتية وأخرى موضوعية يحتاج إلى محفز إلى مؤثر إلى سبب للكتابة ، وهذا المحفز هو هذا المعطى الاجتماعي و النفسي و السياسي و......إضافة إلى معطيات أخرى داعمة لعملية الكتابة ليس بالضرورة أن تكون مريحة لأن الأديب يكون أثناء الكتابة في مرحلة مخاض وتجديد لا يشعر بالمحيط لأن المحيط عند الكاتب يكون منعدما لأنه حينذاك يكون في عالم غريب بعيد عن عالم المحسوسات و الملموسات.
وهذا ما لاحظناه في هذه القصة إن الأفعال الدالة على محفز الكتابة كلها أفعال حاضرة /غائبة غير مؤثرة في عملية التأليف و الكتابة ، لأن جملة( شارد الفكر مضطرب الخواطر) جعل الأفعال المشكلة لبنية النص غير ذات جدوى فالجلوس وجدب نفس من السيجارة و...هذه الأفعال تأتي لتربط الكاتب بعالم هو منه ولكنه خارج عنه إنه يعيش في عالم شكل فسيفسياءه بنفسه عالم غريب .
لأن تشكيل هذا العالم الغريب هو الذي سيعطيه قصة مختلفة قصة من نوع آخر لقد ألف القص المعتادة و الآن يريد خلق قصة من نوع جديد قصة ليست كباقي القصص لقد أحس بمتاهات المسلك الذي أصبحت تسلكه القصة التي لا تخضع لمقاييس القصة المعاصرة ولا تبدع و لا تجدد في هذا الفن الجميل.
إن الاختلاف و الخروج عن المعهود هو السمة التي تغلب على البطل إنه إنسان من طينة أخرى لا يعترف بالنظام لا يعترف بالنموذج لايعترف بالسكونية إنه كاتب مختلف مضطرب يحرك الأفكار ويحرك الواقع يبحث عن الجديد يبحث عن التغيير كل شئ عنده مبعثر كما كتبه مبعثرة وغرفته مبعثرة إن أفكاره مبعثرة مختلفة مغايرة تنظر إلى الأشياء نظرة فوقية متحكمة في أسرار الحياة ، نظرة تهدف إلى خلخلة هذا الواقع الروتيني الذي يساعد على الخمول .
إن الكاتب يهدف إلى إعادة خلط الأوراق لبدأ لعبة أخرى جديدة فيها شئ من الحيوية شيء من الاختلاف. إنها بالفعل حياة بوهيمية غريبة لايستطيع استحمالها أي إنسان إنها حياة خاصة لا يشعر بلذتها إلا الكاتب المبدع الذي يعيش لحظة الكتابة ويتذوق لذتها ، إن لذة الكتابة لا تأتي من فراغ بل لابد لها من قراءة تسبقها لابد لها من أرضية خصبة ثابتة يقف عليها ، إن الكتابة في حد ذاتها اجترار لما استهلكه الكاتب ، اجترار من نوع آخر غير مكرر و لامعيد إنها اجترار مع إضافة الجديد إضافة لمسة الكاتب الخاصة اجترار فيه إبداع فيه تجديد فيه خلق لعملية الكتابة ، لأن الكتابة إبداع وفهم لعالم مخالف ومغاير ، إن الكتابة الراقية العميقة تساهم في تطوير النقاش و ترفع من مستوى حدته بين القراء / النقاد إن الكتابة عمل فيه نشوة جلد الذات الكاتبة وإخراجها من واقعها الواقعي إلى واقع مخالف لا يحسن العيش فيه إلا الأدباء النجباء .
إن الأديب في هذا العالم غريب كغرابة / غربة كتاباته إنه إنسان لا كباقي الناس إنه مدعاة للفت الانتباة انتباه المارة في الشاعر في المقهى في كل الأماكن ( تمر فتيات أمام مجلسهالمعتاد في المقهى ... و هن يختلسن النظر إليه ... يتهامسن ... و تشرئبأعناقهن و أبصارهن إليه ... يبتسمن ... قرر تعذيبهن ، و حرمانهن منالابتسامات ...)
وبهذا تكون الكتابة غريبة عن صاحبها بمجرد انتهاء الكاتب من عمل ما إلا و أصبحت ملك القارئ يعيد قراءتها من جديد ، إن عملية الكتابة رسالة تنطلق من المرسل لتصل إلى المرسل إليه وكل واحد يقرؤها قراءة خاصة وبهذا تتعدد القراءات بتعدد الرؤى النقدية وهذه التعددية هي التي تحدث لذة القراءة وترفع من مستوى جماليتها.
إن الكاتب في فنتازيا .... مختلف / مخالف للمعتاد لا يسمي الأشياء بمسمياتها إنه يعرف الأشياء من وجهة نظره الخاصة إنه لا يجهد نفسه في إيجاد تعريفات إنه يشعر بالتعريفات إنه يدفع القارئ إلى الإحساس إلى الشعور بالمحيط إلى التذوق و التمتع مع الكاتب ويشعر بما يشعر به الكاتب (الشعر هو الشعر هوالشعر !!! لذا أنا هو أنا .. هو أنا) إذن الكاتب هنا لايبحث عن تحديد للمصطلحات بل يدعو إلى التماهي و التمازج مع المصطلحات.
إن الكاتب المجدد أحدث تغييرا في نفسية القراء/ النقاد خلخل المعهود و أضاف نقلة جديدة إلى عالم الكتابة سطر بها نموذجا جديدا للكتاب القادمين من عالم جديد (لما له من سبق في مسارهالإبداعي) ، (لقد قرر ان يكتب قصة بدونشخصيات و لا حدث ، و بدون زمان و لا مكان !!!) ، إنها كتابة تختلف عن الكتابات السابقة إنها كتابة تحدث لذة في نفسية القراء و إن كانت على حساب جلد وسحق الذات الكاتبة .
محمد يوب
25-05-10
إن الكتابة الأدبية ترتفع إلى مستوى معين من البوهيمية التي تجعل من الكاتب الأديب إنسانا غريبا عن عالم المحسوسات غريبا في كل تفاصيل الحياة له عالمه الخاص المليء بالمتناقضات ،التي تدفعه إلى الخلق و الإبداع ، العطاء اللامحدود ، إن الكاتب الأديب هو تلك الشمعة التي تحترق ثم تذوب لتنير المسالك المظلمة التي يعيشها الإنسان .
القصة التي بين أيدينا فانتازيا كاتب مشهور ... تسير في هذا المسار الطويل الذي يبين للقارئ مخاطر مهارة الكتابة الأدبية .
إنها مجموعة من المعاناة التي تتراكم في ذهنية الكاتب في نفسيته تختمر تنضج لتخرج في لحظة من اللحظات في شكل أدبي خالد على شكل ألفاظ منمقة جميلة تعبر عن واقع محسوس بأسلوب فني شاعري مشاعري يكون رسالة تعكس واقعا اجتماعيا بتقنية وحرفية عالية .
إن عملية الكتابة الأدبية إبداع و الإبداع يحتاج إلى شروط ذاتية وأخرى موضوعية يحتاج إلى محفز إلى مؤثر إلى سبب للكتابة ، وهذا المحفز هو هذا المعطى الاجتماعي و النفسي و السياسي و......إضافة إلى معطيات أخرى داعمة لعملية الكتابة ليس بالضرورة أن تكون مريحة لأن الأديب يكون أثناء الكتابة في مرحلة مخاض وتجديد لا يشعر بالمحيط لأن المحيط عند الكاتب يكون منعدما لأنه حينذاك يكون في عالم غريب بعيد عن عالم المحسوسات و الملموسات.
وهذا ما لاحظناه في هذه القصة إن الأفعال الدالة على محفز الكتابة كلها أفعال حاضرة /غائبة غير مؤثرة في عملية التأليف و الكتابة ، لأن جملة( شارد الفكر مضطرب الخواطر) جعل الأفعال المشكلة لبنية النص غير ذات جدوى فالجلوس وجدب نفس من السيجارة و...هذه الأفعال تأتي لتربط الكاتب بعالم هو منه ولكنه خارج عنه إنه يعيش في عالم شكل فسيفسياءه بنفسه عالم غريب .
لأن تشكيل هذا العالم الغريب هو الذي سيعطيه قصة مختلفة قصة من نوع آخر لقد ألف القص المعتادة و الآن يريد خلق قصة من نوع جديد قصة ليست كباقي القصص لقد أحس بمتاهات المسلك الذي أصبحت تسلكه القصة التي لا تخضع لمقاييس القصة المعاصرة ولا تبدع و لا تجدد في هذا الفن الجميل.
إن الاختلاف و الخروج عن المعهود هو السمة التي تغلب على البطل إنه إنسان من طينة أخرى لا يعترف بالنظام لا يعترف بالنموذج لايعترف بالسكونية إنه كاتب مختلف مضطرب يحرك الأفكار ويحرك الواقع يبحث عن الجديد يبحث عن التغيير كل شئ عنده مبعثر كما كتبه مبعثرة وغرفته مبعثرة إن أفكاره مبعثرة مختلفة مغايرة تنظر إلى الأشياء نظرة فوقية متحكمة في أسرار الحياة ، نظرة تهدف إلى خلخلة هذا الواقع الروتيني الذي يساعد على الخمول .
إن الكاتب يهدف إلى إعادة خلط الأوراق لبدأ لعبة أخرى جديدة فيها شئ من الحيوية شيء من الاختلاف. إنها بالفعل حياة بوهيمية غريبة لايستطيع استحمالها أي إنسان إنها حياة خاصة لا يشعر بلذتها إلا الكاتب المبدع الذي يعيش لحظة الكتابة ويتذوق لذتها ، إن لذة الكتابة لا تأتي من فراغ بل لابد لها من قراءة تسبقها لابد لها من أرضية خصبة ثابتة يقف عليها ، إن الكتابة في حد ذاتها اجترار لما استهلكه الكاتب ، اجترار من نوع آخر غير مكرر و لامعيد إنها اجترار مع إضافة الجديد إضافة لمسة الكاتب الخاصة اجترار فيه إبداع فيه تجديد فيه خلق لعملية الكتابة ، لأن الكتابة إبداع وفهم لعالم مخالف ومغاير ، إن الكتابة الراقية العميقة تساهم في تطوير النقاش و ترفع من مستوى حدته بين القراء / النقاد إن الكتابة عمل فيه نشوة جلد الذات الكاتبة وإخراجها من واقعها الواقعي إلى واقع مخالف لا يحسن العيش فيه إلا الأدباء النجباء .
إن الأديب في هذا العالم غريب كغرابة / غربة كتاباته إنه إنسان لا كباقي الناس إنه مدعاة للفت الانتباة انتباه المارة في الشاعر في المقهى في كل الأماكن ( تمر فتيات أمام مجلسهالمعتاد في المقهى ... و هن يختلسن النظر إليه ... يتهامسن ... و تشرئبأعناقهن و أبصارهن إليه ... يبتسمن ... قرر تعذيبهن ، و حرمانهن منالابتسامات ...)
وبهذا تكون الكتابة غريبة عن صاحبها بمجرد انتهاء الكاتب من عمل ما إلا و أصبحت ملك القارئ يعيد قراءتها من جديد ، إن عملية الكتابة رسالة تنطلق من المرسل لتصل إلى المرسل إليه وكل واحد يقرؤها قراءة خاصة وبهذا تتعدد القراءات بتعدد الرؤى النقدية وهذه التعددية هي التي تحدث لذة القراءة وترفع من مستوى جماليتها.
إن الكاتب في فنتازيا .... مختلف / مخالف للمعتاد لا يسمي الأشياء بمسمياتها إنه يعرف الأشياء من وجهة نظره الخاصة إنه لا يجهد نفسه في إيجاد تعريفات إنه يشعر بالتعريفات إنه يدفع القارئ إلى الإحساس إلى الشعور بالمحيط إلى التذوق و التمتع مع الكاتب ويشعر بما يشعر به الكاتب (الشعر هو الشعر هوالشعر !!! لذا أنا هو أنا .. هو أنا) إذن الكاتب هنا لايبحث عن تحديد للمصطلحات بل يدعو إلى التماهي و التمازج مع المصطلحات.
إن الكاتب المجدد أحدث تغييرا في نفسية القراء/ النقاد خلخل المعهود و أضاف نقلة جديدة إلى عالم الكتابة سطر بها نموذجا جديدا للكتاب القادمين من عالم جديد (لما له من سبق في مسارهالإبداعي) ، (لقد قرر ان يكتب قصة بدونشخصيات و لا حدث ، و بدون زمان و لا مكان !!!) ، إنها كتابة تختلف عن الكتابات السابقة إنها كتابة تحدث لذة في نفسية القراء و إن كانت على حساب جلد وسحق الذات الكاتبة .
محمد يوب
25-05-10