أخي هيثم يظهر
أنني سأختلف معك في هذا المقال الذي يخلط بين شيءين بين الدراسة النقدية و
الدراسة اللغوية كيف ذلك؟
أخي هيثم فرديناند دي سوسير لم يهتم أبدا بالنقد بل انصب اهتمامه بالدراسات اللغوية البحثة لقد درسة اللغة لذاتها وفي حد ذاتها لقد أسس لعلم جديد بل قواعد اللغة هو سمي فيما بعد باللسانيات و اللسانيات علم يهتم بدراسة اللغة في سكونيتها لا في تاريخيتها بمعنى أن دي سوسير درس اللغة بعيدة عن المعطى الخارجي لقد درس اللغة كمعجم كفونيمات ونونيمات على المستوى السانكروني و الصوتي إن دي سوسير هو امتداد لمدرسة في اللغة اسسها الشكلانيون الروس . أما الذي اهتم بالدراسة النقدية بالاستفادة من الدراسات اللسانية في النقد التي سميت بالبنيوية فهناك الناقد الكبير لوسيان جولدمان في كتابه الإلاه الخفي لقد استفاد كثيرا باللسانيات في دراسته للنصوص الأدبية من الداخل أي من الشكل واستفاد من المنهج الاجتماعي الماركسي بدراسة النصوص الابداعية من الخارج وهذا المنهج الذي نظر له جولدمان سماه بالبنيوية التكوينية هنا أتفق معك أن أدونيس في كتاباته كلها ينطلق من هذا المنهج في دراسة النصوص الأدبية غير أن الملاحظ على هذا المنهج هو أنه يفصل الداخل عن الخارج أي أنه يدرس النص على مستوى الشكل ثم بعد ذلك يعود لدراسة النص على المستوى الخارجي بمعنى أن هذا الفصل بين الداخل و الخارج يحدث فصلا بين البنيتين ولهذا أشرت في كثير من الدراسات النقدية إلى ضرورة تبني منهج أطلقت عليه اسم المنهج التقاطعي وهو منهج يتقاطع مع الداخل في توجهه إلى الخارج ويتقاطع مع الخارج في توجه الناقد إلى الداخل . وفي إحالة إلى الناقد العربي الذي اهتم بهذا الموضوع ليس غبد القادر الجرجاني الذي اهتم باللغة مثله مثل دي سوسير بل هناك ناقد عربي آخر هو غبد القاهر الجرجاني الذي درس الأعمال الأدبية من الداخل و الخارج و هو في الحقيقة مؤسس البنيوية التكوينية ويمكن الرجوع لللإستفادة من هذا الموضوع لكتاب المرايا المقعرة لعبد العزيز حمودة. مودتي أخي هيثم محمد يوب |