ققج10 لمسلك ميمون

ق ق ج (10) للدكتور مسلك ميمون

دخل الشّيخ المعطاوي الطّائرة، ألقى نظرة على الأرائك المملوءة . لفت انتباهه مقعد في المقدمة، جلس وغطّ في نوم . نبهته المضيفة أنّ مقعده في الدرجة الثّانية ، تفحّص المقاعد ، ثمّ أصرّ أن يبقى في المقدمة ، عادت ونبّهته أنّ المقاعد مرقّمة و حسب درجتين ، لم يكترث، تدخل شاب في الجوار،وهمس في أذنه ، فهبّ الشيخ ضاحكاً إلى الدّرجة الثّانية . اندهشت المضيفة !!
همهم الشّاب : قلت له فقط ، مقاعد المقدمة ، خاصّة بالعزاب .
////////////
التحليل
جمال هذه القصة في بساطتها في طريقة الحكي الذي اعتمده الكاتب لم يتدخل في تسيير أحداث القصة بل ترك الفرصة للشخوص هي التي تحرك الأحداث و الجميل فيها كذلك هو تتالي الأفعال الماضية :دخل/ ألقى/ لفت/ جلس/ غطّ / نبه/ تفحّص/ أصرّ/ عاد/ نبّه/ همس / فهبّ/ همهم / قلت
كم هائل من الأفعال الغاية منه تكثيف الأحداث من أجل الوصول إلى هذه المتعة التي شعرنا بها في هذه القصة.
بالفعل المبنى ضيق لكن كلما ضاق المبنى اتسع المعنى فالمتمعن لهذه القصة يشعر بدلالات متعددة تحملها وتحلق بفكر القارئ بعيدا وتفسح له مجال الخيال وهذا هو الهدف من القصة القصيرة جدا إن الهدف منها هو إتاحة المجال للخيال الفردي للتحليق عاليا ومن هنا يمكن لنا الحديث عن العنوان فهو في حد ذاته لغز يدفع القارئ المتمعن في القصة ليتساءل عن الغاية من اسخدام هذا العنوان الذي لا يعتبر جامدا بالعكس إنه قمة في الحيوية إنه رقم صعب لابد من التمعن فيه هل هو رقم المقعد أم هورقم خاص بزبون من الزبائن أم الدرجة الأولى مخصصة للعشرة الكبار الذين يحكمون العالم وأن دور العجوز الذي هو أمريكا قد انتهى أو أن الطائرة تحمل عشرة انتحاريين وعدهم أميرهم بأنهم سيكونون مع العشرة المبشرين بالجنة . ينبغي ترك الفكر يتحرك بحرية للبحث عن مخارج لهذا العنوان ، أسئلة كثيرة ومتعددة تشجع على النقاش وهذا هو الجميل في هذه القصة بمعنى أخي سعيد لو كانت مباشرة وإيحائية لما طرحت كل هذه الأسئلة وأترك الفرصة للآخرين للحديث عن هذه القصة.

مودتي