القصة القصيرة جدا

يبدو أن القصة القصيرة جدا في الوطن العربي ما زالت في مرحلة التجريب و القاص المجرب يعاني من مجموعة من التعترات بحيث إنه يحوض هذا الميدان دون التسلح بالأدوات التي ينبغي أن تتوفر في هذا النوع من الكتابة التي تعتبر جديدة على ثقافتنا ، ولعل القادم من الأيام سيبين لامحالة المستقبل الزاهر الذي ينتظر القصة القصيرة جدا لأن القارئ المعاصر أمام ضغط الحياة وهمومها لم يعد لديه الوقت لمتابعة كل لأجزاء القصص و الروايات وبدأ يبحث عن البديل الذي يحل محل هذه الروايات ولعل القصة القصيرة جدا هي خير بديل لها لأن أصبحت تدخل ضمن حاجيات المثقف السريعة التي لاتتخذ حيزا زمانيا من وقته.
إن الكاتب الذي يخوض هذا الميدان هو كاتب بالسليقة بالتجربة سقل موهبته من خلال الدراسات الكثيرة و التجارب المتعددة فقط يحتاج إلى شئ من الوقت للتمكن من آليات هذا الفن الجديد الجميل الذي يؤدي الغرض الدبي بأقل مجهود وأقل الكلمات.
غير أن بعض الكتاب من استسهل القصة القصيرة جدا واعتبرها حائطا قصيرا يتسلقه كل من هب ودب بل بالعكس إن القصة القصيرة جدا في غاية من الصعوبة لأنها تحتاج إلى ذكاء تاقب وسرعة البديهة و تكثيف الأحداث بأقل الكلمات لكي تؤدي الغاية منها.
مودتي شكرا أخي الدكتور عبد الفتاح على هذا الطرح القيم.
مودتي