في الحمام البلدي
حملت حقيبتي في يدي دخلت بابا مزركشا بالسيراميك و الفسيفساء ، صعدت درجين ، فتحت بابا دوارا ، استقبلني بلفحة ساخنة ، كلما توغلت في أعماقه كلما ازددت حبا فيه وعشقا ، رائحته تزكم النفوس ، فيه رائحة الداد و الكبريت ، حرارته قطعة من نار جهنم .
حملت حقيبتي في يدي دخلت بابا مزركشا بالسيراميك و الفسيفساء ، صعدت درجين ، فتحت بابا دوارا ، استقبلني بلفحة ساخنة ، كلما توغلت في أعماقه كلما ازددت حبا فيه وعشقا ، رائحته تزكم النفوس ، فيه رائحة الداد و الكبريت ، حرارته قطعة من نار جهنم .
تفحصت أنظار الناس رأيتها شاخصة مرهقة من شدة
الإعياء ، وجوه نضرة عليها سر وبهاء ، فوق الأريكة الخشبية
منتظرة ، أنهت دورها
وغسلت أدرانها ، ووجوه حالكة عليها قترة ممددة على الأرض فوق قطعة نار
جهنم المستعرة .
بسربالي الأبيض الناصع تمددت على الأرض أتقلب
ذات اليمين وذات الشمال أتضور من شدة الحرارة ، نار الله
الموقدة ، شعرت بإغماء ودوار ، تثاقلت حركاتي ضاقت نفسي ، أتلهت
من شدة العطش ،
أجساد ممددة مرهقة كأعجاز نخل خاوية ، مختلف ألوانها منهم الأبيض و
منهم الأسود .
بخار أبيض يتصاعد في السماء ، أحدث سحابة بيضاء،
تتساقط منها قطرات
ماء بارد،أتسابق إليها أعترض طريقها أبلل بها ريقي الناشف ، وأخرى
تخطئ هدفها وتهاجم بؤبؤ عيني
.
وفجأة وقف على رأسي رجل أسود مفتول العضلات ،
تسمر لساني،لا ينبس ببنت شفة ، أحسست بدنو أجلي أدرت ظهري ، أغمضت عيني
، حضرت نفسي للعذاب ، لبس قفازا خشنا برزت منه مخالب بيضاء ،بسمل
و حوقل ثم انحنى وسلخ جلدي الميت ، بدا أمامي مفتتا كالبرد ،
ثم ضغط على صدري وسمع الحشود فرقعات أضلاعي توسلت إليه ،
رجوته طلبت منه الرأفة بحالي ، عبد ضعيف ، لساني الطويل
رأس مالي لم ينفعني عندما كنت في الحمام .
محمد يوب 16-02-10
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك