رسالة اعتذار من الناقد المغربي محمد يوب


سعيد بودبوز

رسالة اعتذار من الناقد المغربي محمد يوب

إمدادات هذا الكاتب  سعيد بودبوز10 سبتمبر 2010
منذ حوالي شهر كتبت مقالا أشير فيه إلى سرقة أدبية يفترض أن أحد الكتاب المغاربة قد وقع فيها، وحدث أن تدخل الناقد المغربي محمد يوب بتعليق كان يبدو وكأنه يقصد الإساءة إلي وتسفيه المقال دون اعتماد وسائل منطقية موضوعية لذلك، وهذا ما دفعني لأكتب ردا قاسيا على الأستاذ محمد يوب والذي أشرت فيه إلى سرقة يفترض أنه وقع فيها هو الآخر. وذلك لأني وجدت في مدونته عملا نقديا سبق أن قرأته للناقد عبد المجيد العابد. لكن بعد أن اعتذر لي السيد محمد يوب وأكد بأنه لم يكن يقصدني أولا في تعليقه ذاك ثم أقنعني بحجة معقولة ومنطقية أخيرا فاقتنعت بأن ما حدث بينه وبين عبد المجيد العابد لم يكن سرقة، كما أخبرني بان هناك صداقة وتواصل وتعاون بين الاثنين، واتضح بأن الأمر لا يعدو أن يكون سهوا من الأستاذ محمد يوب لا أكثر، قررت أن أعتذر من الناقد محمد يوب اعتذارا صريحا كاملا لا تشوبه شائبة وأؤكد له بأن ليس لي أية مصلحة، على الإطلاق، في الإساءة إليه أو إلى غيره. وأن كل ما في الأمر هو أن بعض الآخرين منهم من لم تكن تدخلاته موضوعية ومنهم من لم تكن ردوده مقنعة ومنهم من لم تكن لهجته حضارية هذا كل شيء. ففي الواقع أنا دائما مستعد لأن أصغي للآخرين ولا مشكلة لي في الاعتذار والتراجع والتنازل عما بدر مني شريطة أن يواجهني رد منطقي موضوعي مقنع وهذا ما فعله الناقد محمد يوب الذي لم يترك أمامي أي معنى لاتهامه بالسرقة. ولقد فهمت وتفهمت طبيعة الالتباس الذي حصل بيننا. فالحق أننا تبادلنا بعض الرسائل، بعد أن نشرت المقال الذي اتهمته فيه بتلك التهمة التي اتضح لي بأنها باطلة، ومنها الرسالة التي بعث يعتذر لي فيها أولا عما جاء في تعليقه وأكد بأنه لم يكن يقصدني. وكان من المفروض أن أعتذر بدوري عما بدر مني في حقه، لكن الذي أخرني عن تقديم اعتذاري العلني من هذا الرجل هو أنني كنت أعتقد بأنه يظهر ما لا يبطن والعكس صحيح، أي مادام يفترض أنه أساء إلي أمام العالم فقد كان يجب أن يكون اعتذاره أيضا أمام العالم وليس من خلال رسالة بريدية لا يعلم بها سوانا والله. لكن بالأمس تصفحت موقعه الذي نشر فيه مقالي تحت عنوان ” يوم سبني سعيد بودبوز” وقرأت رده فلم يكن مني سوى أن أعامله بالمثل، وأن أعبر له عن اعتذاري الصادق وأسفي لما حصل راجيا منه أن يتقبل ويتفهم بعمق طبيعة الالتباس وينسى ما حدث. فعلى كل حال لا أحمل له سوى الود والاحترام ولا أعتبره إلا كاتبا شريفا نزيها بريئا سواء قبل اعتذاري أو رفضه. لعل ما حفر في نفسي عميقا هي إشارته إلى أنني شهرت به أمام الملايين الخ كما قال، وأنا أفهم وأتفهم مرارة إحساسه بذلك. ففي الواقع لا يمكن لبريء أن يتحمل هذا الأمر ولذلك سوف أعمل على نشر هذا المقال في أكثر من منبر إليكتروني حتى أؤكد لقرائي الأعزاء بأن الناقد المغربي محمد يوب بريء مما جاء في مقالي السابق دون أن يعني ذلك بأنني كذبت فيما قلت، بل قلت ما رأيت واتضح لي بأن الرجل لم ينو القيام بأية سرقة وكل ما في الأمر أنه لم يذكر اسم الناقد الذي اتضح لي بأنه صديقة وهذا يكفي للجزم بأن الوقوع في السرقة الأدبية لم يكن واردا بالنسبة للأستاذ محمد يوب فلا داعي لإبقاء التهمة قائمة في حقه.
ختاما أتوجه إلى قراء السيد محمد يوب فأقول: إذا كان في نفس أحدكم شيء من هذا الكاتب بسبب ما ورد في مقالي الذي يحمل عنوان “كمال العيادي وتصرف الجبناء” فأنا أعتذر للسيد محمد يوب عن ذلك لأنه بريء ولا يستحق منا سوى الاحترام كما أنني شخصيا صرت أتتبع أعماله النقدية القيمة، قصد الاستفادة من علمه وتجربته، وأتمنى له ولكم ولكل الأعزاء كامل التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
****
سعيد بودبوز/ مكناس- المغرب


رد
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي سعيد بودبوز
أحييك و أهنئك على هذه الشجاعة الأدبية و الأخلاقية الجميلة ، التي دفعتك إلى نشر هذه الرسالة التاريخية ، التي ستبقى محفورة في ذاكرتي .
بالفعل لقد كان تدخلي في ذاك الحوار من باب التعميم وليس من باب التخصيص ، فقد كنت أتحدث عن السرقات الأدبية وانعكاساتها على الإبداع و المبدعين ، ولم أكن أقصدك ولا أقصد أحدا ورد اسمه في هذا الحوار .
و اليوم وبعد هذا الاعتذار أقول : ليس الاعتذار ضعفا ، و لا الرجوع إلى الحق نقيصة ، بل الاعتذار قوة ورفعة .
و لا أخفيك سرا أنني تقبلت اعتذارك قبل نشره أمام القراء ، لأنني ألتمس العذر لمن أساء لي ، و أقول لعله يمتلك سببا دفعه إلى هذه الإساءة ، كما أن ديننا الحنيف علمنا التسامح والمحبة و العفو عند المقدرة .
و أنا بقلب رحب وبلسان رطب بالايمان ، أتقبل اعتذارك و أمد يدي لمصافحتك و أتمنى من الله تعالى في هذه الأيام المباركة ، أن يغفر لنا جميعا ، و أن يلهمنا الصبرعلى متابعة طريق العلم الملئ دائما بالأشواك.
مودتي لك بحجم السماء

تعليقات