////////////////////////////////حين ابتسم النهار يومه 27/11/2010 وقذفت الشمس أذيالها الذهبية على أكتاف جبال الأطلس ،بدأت فلول الأدباء من قلاع المغرب تتوافد على فندق أوزود ببني ملال ، وأرواحهم تترنح على سرير الشوق ، إلى حلول موعد الفقرات الأدبية ..كانت الأعين تتطلع إلى المركز الثقافي الاجتماعي ،وما سلاحهم غير وجع الحرف ، وجذوة الكلمة اللاهبة ...
تمخض اللقاء عن فقرات باذخة متنوعة ، استهلت من قبل الشاعر أحمد بهيشاوي ، بدقيقة صمت ترحما على الأدباء الكرام الذين أثروا المشهد الأدبي بنصوصهم المتميزة ..
وعلى شهداء العيون الذين راحوا ضحية الضربات الغادرة ...وتقدمت بعدها رئيسة الجمعية بكلمة طيبة مشمولة بالشكر إلى الجهات الداعمة ،وإلى الأدباء الذين تشجموا عناء السفر ،مبينة أهداف جمعية أمل ،مصرة على أن يصبح المهرجان تقليدا كل سنة ..وكالعادة قبل مراحل الرسمية لابد وأن يتوج بعض أدبائنا المرموقين الحضور الكريم ، بتوشيح الفضاء ببعض القراءات كنماذج فاتحة للحظات الشعرية ،...
فتناوب على المنصة كل من :
المبدع علي الرباوي
المبدع عز الدين شنتوف
المبدع إسماعيل زويريق
لتختتم هذه الفقرة بوصلات موسيقية من براعم معهد بتهوفن ببني ملال ،
الفقرة القصصية
كانت السماء ترسل مدرارها على القلوب المغمومة في الخارج ،وفي الداخل بتلات الحروف تتناثر من الثغور،فتقبّل الأسقف الساطعة بالألوان الخضراء والحمراء ، وفي نفس الوقت تدغدغ أحاسيس الحضور بما يسطع من جمال، يفتق القشرة عن الهم الإنساني،ليصل إلى جوهرة الكينونة شاهدة على ذلك الأعلام الوطنية واللافتات ،واللوحات التشكيلية ،التي صاغت في تعانق ودي فضاء فنيا رائعا، يسحر المكان بمسحة جمالية بديعة ... كان عملاق القصة المغربية القدير أحمد بوزفور يترأس جلسة التسيير بأمانة ،بين الفينة والأخرى يرشق الحضور بابتسامة وديعة قبل أن ينادي عن الاسم المشارك ،ونظرات اللطف تنط من تحت حواجبه ، فتحف المبدع إلى أن ينتهي ..ومن جملة المبدعين الذين أثثوا لهذا الحدث الجميل :
عبد الحميد الغرباوي
ليلى الشافعي
أيت العشير عبد الله
عبد الله متقي
حميد ركاطة
محمد كويندي
بوعزة فرحان
صبيحة شبر
محمد محقق
محمد المسعودي
رشيد أيت عبد الرحمان
بشرى راجي
عبد الغفور الخوى
الجلسة الشعرية :
طوت الفترة القصصية قلاعها ،وغادرت القاعة في سلام ، لتنصب القراءة الشعرية خيمتها على جماجم الشعراء ،فترقص على حافة الوقت شياطينهم الهوجاء ..تسلق ابراهيم القهوايجي جذع التسيير ،راكبا صهوة اللغة الباذخة،التي تُدخل السرور على القلوب ..فتناوب في حضرته على المنصة ثلة من الشعراء المرموقين ، الذين يشهد لهم التاريخ بوشاحة ثوب القصيد :نذكر منهم على وجه التحديد:
عبد السلام مصباح
نعيمة زايد
موحى هبي
محمد حنشي عمراني
محمد العربي غجو
صلاح الدين شكي
المعتمد الخراز
محمد العاطفي
علي الورياغلي
مزوار الإدريسي
محمد رفيق
كان الفضاء يعيش إيقاعا مختلفا :نقرات أمطار الخير على الشرفات ،تمد سواقيها في ساحة المركب ،والحروف السحرية تتسلل من أعماق فرسان الشعر ، تنحت لوحاتها من جبال الأطلس وعين اسردون ،وأشجار الزيتون .تطرد بطهرها الثقلَ عن الأنفس ،فتكسر ظلال الأحزان ،وتهش أتباع الألم ،ثم تربط الشعراء بلحظات حميمية خالدة ستظل منارتها تسيل بأقواس قزحية على ممرات سجل التاريخ ..
مازال الشعراء لم يُشبعوا نهمهم من نكهة الحرف ،ولذة الكلمة ،فحملوا حقائب الشعر إلى القاعة ،يؤثثون للصالون الليلي ،وتمّ تألقت القاعة بطقوس أخرى، فأوقدت الشموع الملونة ، لتعطي سحرا آخر مختلفا ..
توجهت اللحظات الشعرية بالانبهارفهاجت القرائح ...بعد سهرة موسيقية ليست بطويلة ،بدأت خيول الشعراء تتنافس على المنابر من جديد ،برئاسة السيد مزوار الإدريسي ...
الندوة
أمسك السيد عز الدين شنتوف اللاقط معطرا بنوار الزيتون ،مبللا برذاذ سواقي عين أسردون ،ليقدم إطارا للندوة ،محددا القواسم المشتركة بين المبدعين الشباب من حيث السن والمستوى المعيشي ،موضحا أن اللغة هي الأداة الشعرية ،وتمثلَ ذلك بنماذج من الظواهر الشعرية ،مشيرا إلى أن الإبداع له جذوره ،ولايمكن أن نستأصله منها ..
تأتي ورقة الدكتور أحمد طايعي ،ليشرح النموذج التمثيلي لشعار المهرجان واقفا لغة واصطلاحا على مفردتي "إبداع "و"الشباب " فشرحهما كما جاء في لسان العرب ،مستنهضا العلاقة الحميمية التي كانت بين المبدع عبد الكريم الطبال والشباب ،ملحا عل التحصن بإبداع الشيوخ ...
تلاه الدكتور مسلك ميمون موضحا الفارق اللغوي من جنس إلى آخر ،والتقاطع الحاصل بين القصة والشعر من تجلي الصورة ،مؤكدا صعوبة القصة القصيرة جدا،وأنه ليس بالسهل اقتحام حصنها ..
أخيرا تختتم الندوة بتدخل عبد الرحمان قوبي متسائلا عن موقع الشعر ؟ حافرا في بعض النماذج الشعرية من الشعر العربي ،ليبين مدى أهميته من حيث صنع الهوية ..مؤكدا أن الشعر هو القلعة التي يُحتمى بها المهووسون بحرقة الحرف ...
فقرة توقيع ديوان
حتى يظل الشعر عشبا أخضر في أعين القراء، تتجدد بتلاته وتينع بالاخضرار في كل قراءة ،كان على المنصة مجموعة من النقاد من ضمنهم :
ربيعة العربي
محمد يوب
مالكة عسال
نور الدين بوصباع
مصطفي فرحات
برئاسة ابراهيم قهوايجي الذين اجترحوا ديوان "هسيس الدهشة " للشاعر أحمد بهيشاوي من زواياهم الخاصة ،فحلقوا في صوره الشعرية ،وجابوا دروب تيماته ، ووقفوا على متنه اللغوي والمعماري ..وحتى يتذوق الحضور الكريم باشتهاء من شهد "هسيس الدهشة" قرأ الشاعر أحمد بهيشاوي نماذج من شعره، طابت بها اللحظات ...
أخيرا اختتم المهرجان بتوزيع شهادات تقدير وجوائز على المشاركين وبكلمة شكر من قبل السيدة حفيظة عصيم ،واعدة الجمهور بمهرجان ثان بحول الله في السنة المقبلة ،وبعد هذا النجاح المبهر الذي انتشى الكل وبفرحة عارمة من وقعه ، أدلى الحاضرون بارتسامات حول المهرجان وتوصيات، وقدموا بيانا ختاميا لشجب أحداث الشغب في العيون...
مالكة عسال
بتاريخ 28/11/2010
الكلمة الترحيبية لجمعية أمل لدعم الأطفال في وضعية صعبة تلقبيها رئيسة الجمعية
الكلمة الترحيبية لجمعية أمل لدعم الأطفال في وضعية صعبة تلقبيها رئيسة الجمعيةباسم الله الرحمان الرحيمباسم أعضاء جمعية أمل لدعم الأطفال والشباب في وضعية صعبة،السيدة حفيظة عصيمنرحب بالشريفة للا أم كلثوم العلوينرحب بالسيدة ربيعة لمرينيوأهلا وسهلا بضيوفنا السيدات والسادة المبدعين العرب والمغاربة الكرام، الشعراء والقصاصين والنقاد،الذين لبوا الدعوة وجاءوا لري عطشنا الجمالي والمعرفي بلحظاتهم الشاعرية التي تمد لنا الجسور لنركب غيمات الجمال.مرحبا برجال الصحافة المتواجدين معنا، مرحبا برئيسات ورؤساء جمعيات المجتمع المدني، مرحبا بجمهور الحاضرينتحية اعتزاز بمقدمكمحللتم أهلا أيها الحضور الكريم البهي،نحييكمفلقد طرزتم وشاح أفق انتظاراتنا بطلعتكم.فهذه مدينتكم بني ملال، تستقبلكم بشموخ، كجبالها، و تحتفي بكم وقد توشحت عيونها ، بحسن وفادتكم، فاهتزت غابات زيتونها وبرتقالها تكريما لكم،و نثرت عطره فوق بساط مداخلكم.فشكرا لكم وقد لبيتم نداءها المفتون بالكلمة، والمنذور للطبيعة والجمال والحب والشعر.
سيداتي سادتي:نحن في جمعية أمل لانذخر جهدا في توثيق الصلة بين ماهو إنساني اجتماعي واقتصادي وبين ما هو ثقافي،لأن التنمية وحدة لاتتجزأ، فهي شاملة لجميع مناحي حياة الإنسان، تتجلى في مختلف نشاطاته، ووعيا منا بهذه المسؤولية ، فإن جمعية أمل، تنظم هذه التظاهرة الثقافية رغبة منها في تشجيع الشباب على الإبداع، وتحسيسهم بأهمية القيم الجماليةباعتبارها الجوهر في حياة الشعوب ،كما تحذوها نفس الرغبة إلى إبراز الدور الإشعاعي لهذا المركز الثقافي الاجتماعي و تقريب الثقافة ،وخلق جسر للتواصل بين المبدعين ، وإذ نسعى لتحقيق ما نصبو إليه ،فإننا نشكر جزيل الشكر ضيوفنا جميعا على تلبيتهم نداء الكلمة حيث تحملوا عبءالمسافات، وعناء السفر،بقلوب تستشرف آمال المستقبل الذي ننشده جميعا
سيداتي سادتيوشكرا.ونحن نحتفل في حضرة الشعر والقصة، نؤكد شكرنا وإكبارنا لجميع الجهات الداعمة لهذه التظاهرة ، وعلى رأسها ولاية جهة تادلا أزيلال، والمجلس البلدي، ومجلس الجهة، ومندوبية التعاون الوطني ، ولا يجب أن ننسى إيثار الشاعرة المغربية مالكة عسال، التي واكبت خطوات المهرجان ، فتحية لها منا جميعا؛ كما نقدم شكرنا الجزيل، لمدير المركز الاجتماعي والثقافي اولاد عياد بني ملال السيد علي مقادير والطاقم الإداري للمركز دون استثناء ،على انخراطهم و تعاونهم لإنجاح هذه التظاهرة الأدبية ،كما أود أن أشكر كذلك مديرات و مديري مؤسسات الرعاية الاجتماعية و مؤطري المسابقة الثقافية في الإبداع بين طالبات و طلاب هذه المؤسسات. و أخيرا أتقدم بشكري لأعضاء اللجنة المنظمة بجمعية أمل .وإلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا اللقاء.
البيان الختامينحن المبدعين المشاركين في المهرجان العربي الأول للقصة والشعر بمدينة بني ملال ، المنعقد تحت شعار: إبداع الشباب :انشغالاته واشتغالاته ، والمنظم من طرف جمعية أمل لدعم الأطفال والشباب في وضعية صعبة ، بدعم من ولاية جهة تادلا- أزيلال، والمجلس البلدي ، ومجلس الجهة يومي 27و28 نونبر2010:1-نستنكرالحملات المغرضة التي تستهدف الوحدة الترابية للمغرب والتي كانت وراء الأحداث الأخيرة بمدينة العيون المغربية.2-ندين عصبية وشوفينية الحزب الشعبي الاسباني الذي يركب القضية الوطنية المغربية من أجل استحقاقاته الانتخابوية.3-نقف وقفة إجلال واحترام لأرواح شهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم سلميا من أجل القضية الوطنية العادلة.4-نثمن مواقف منظمات وهيآت المجتمع المدني محليا وعربيا ودوليا.5-ندعو الجهات المسؤولة بمدينة بني ملال كل من موقعه مزيدا من دعم الشأن الثقافي والاهتمام بالجانب التربوي والإبداعي مع فتح ورشات في مجال الإبداع لفائدة الطفولة والشباب.6-ندعو إلى تنظيم دورات لتكريم بعض المبدعين استقواء للمواطنة الثقافية .7-ندعو إلى رعاية الإبداعات المتفوقة للأطفال والشباب في وضعية صعبة بطبعها في كتاب من أجل الذاكرة الثقافية.8-ندعو كل المعنيين بالشأن الثقافي أن تتبنى هذا الملتقى بتنسيق مع جمعية أمل من أجل الإشعاع وتوسيع الآفاق ودمج كل المكونات الثقافية التي تزخر بها المنظقة . والسلامالإمضاءات-عبد الله المتقي: قاص وشاعر/المغرب-ابراهيم قهوايجي: ناقد وشاعر/المغرب-عبد الحميد الغرباوي: قاص/المغرب-نعيمة زايد: شاعرة وقاصة /المغرب-أحمد بهيشاوي: شاعر/المغرب-صبيحة بشر : قاصة وروائية /العراق-مالكة عسال : قاصة وشاعرة/المغرب