
دمشق-سانا
يوازن
الشاعر
المغربي بن
يونس ماجن في مجموعته
مثل نرد يندب
حظه بين عمق
غوصه في عوالمه
الداخلية
القاتمة وبين
سلاسة جمله
التي لا تعبأ
بالتعقيد
المفتعل ولا
ترنو إلى
الإبهار بقدر
اقترابها من
السرد
اليومي
بطريقة شعرية
تتناول
المهمل في
الحياة
اليومية
عبر رؤية
أخلاقية
خاصة به يجعل
من خلالها
الشعر كحبل
ممدود بين السعادة
والشقاء
عندما يصاب
بهستيريا
الخيال كما
يوضح في
مقدمة
ديوانه.
ويتمكن
ماجن من جعل
معاناته
الخميرة التي
تغذي حواس قصيدته
كما يقول
فضلا عن أن
اللحظات
الجنائزية
التي تمر بها
شعريته بكل
طاقاتها
الحزينة
تبدو وكأنها
تنمو في
خياله
الشعري
معززة
خصوبة
المعنى
والقدرة على
التواصل مع القارئ
كما في قوله
كلما
أردت أن
أكتب عن
نكبات
العالم تفلت
من وجهي الأقنعة..
يا لخيبة
الأمل.
وتتوضح في
هذا الديوان
الصادر عن
دار
نينوى
للدراسات
والنشر رؤية
الشاعر
للعالم ككل
ولعالم
الشعر بشكل
خاص
فالشاعر
المغربي ما
زال مرتبكا
من وحشته ومن الضيق
الذي يعيشه
ومن
مفردات
الألم التي
تتكرر في
قصائده فكل
شيء حوله
قاتم وموحش
ويدعو
للبكاء.. يقول
في قصيدة
مقابر
الأحياء.. أكتب
وصيتي
لأموات لم
يولدوا
بعد.. أتأفف
من طعم
التراب.. ومن
ضيق الحفرة
ومن النحيب
والعويل.. وملابس
الحداد.. غير
أن الوحشة
تربكني
والدود حولي
يزاحمني.. فأقتات
من ملح
الغربة حتى
لا أتعفن.. لكنه
يرى في الشعر
عالما فسيحا
ملونا ويتيح للشاعر
الغوص في اكتشافات
جديدة
وفتوحات
عديدة على
صعيد فهم جديد للعالم
وعلى مستوى
التواطؤ مع
الحياة من
أجلها ومن
أجل الشعر
عموما
ولذلك
فإنه يحب
كونه شاعرا
إذ يقول في
قصيدة أريد
أن أكون
شاعرا.. أريد أن
أكون شاعرا
لأرشق جسد
القصيدة
بوتر مسحور وأنقشها
بالحناء.. أريد
أن أكتب شعرا..
لا يتذوقه
إلا
المجانين.. أريد
لقصيدتي أن
تكون نقطة التفتيش
في معابر
المرتزقين.. أريدها
صعبة المحو.. أكثر
عذرية من دم البكارة.
ويرى ماجن
أن المزايدة
على الشعر والإغراق
في تعقيد
القصيدة
وتلغيزها
باتت دليل
إفلاسهم
وعدم قدرتهم
على
تطويع
اللغة في
خدمة الشعر
إذ يقول.. على
الشعراء أن
يهدموا
أطلالهم المشروخة
لإعادة
بنائها.. لعل
الشعر ينبت
من جديد.. في
خرابة قوس
قزح.. وعليهم أن
يفكوا
ألغازهم
المشفرة.. بأسنانهم..
قبل أن
يشهروا
إفلاسهم.
وتتسم
قصائد هذا
الشاعر
المغربي
بحساسية خاصة
ولاسيما في
تلمس الوجع
الإنساني
وتحسس قسوة
الزمن
والإغراق في الوصف
كما في قوله.. الجوع
ليس فراغا في
البطن بل هو
جرح عميق لا يندمل ما
أعذب لبن
الشمس حين
تهيج
البراكين
الثائرة في
الوجوه
الشاحبة.. حيث يشيخ
الظل.. ويسيل
لعاب
الظهيرة.
وتبقى
قصيدة مثل
نرد يندب حظه
التي
احتلت
عنوان
الديوان أكثر
القصائد
كثافة بحيث
أنها تتحدث
عن ذاتها بمعنى
أنها تتضمن
تنظيرا عن
أحاسيس
شاعرها ورؤيته
لكتابته
الشعرية فهو المصاب
بالتخمة من
أثر الحبر
الذي لم يعد
يكفي لترويض
عفاريت
الإلهام العصي
إذ يقول.. مثل
نرد يندب حظه.. أذوب
في حسابات
الآخرين.. وسأطلق ذئابي
الوفية.. ترود
نعاجهم على
طاولة
الرهان.. ثم
أدور على رحى طائشة..
وأسأل أهل
النزوات.. في
أي واد
تهيمون.. وأي
ليلى تعشقون.
يذكر أن
بن يونس ماجن
هو شاعر
مغربي
يقيم في
لندن منذ
سبعينيات
القرن
الماضي حصل على
شهادة
الماجستير
في الترجمة
من جامعة
وستمنستر
بلندن كما
أنه يشتغل
بالإدارة
العامة في المكتبة
الوطنية
البريطانية.. نشر
قصائده
الأولى
أواخر
الستينيات
وله
العديد
من النصوص
منشورة في
العديد من
الصحف والمجلات
العربية إلى
جانب
ذلك
أصدر ثمانية
دواوين
شعرية خمسة
منها باللغة
العربية
وثلاثة
باللغة
الفرنسية.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك