أرانيَ ما صادفْت خلّاً وخلته
من البِيض إلا جار جوْرا وجوَّرا
ولاح خلافا للذي قد رأيته
وكان كآل في فلا سبسبٍ جرى
له كلِمٌ كالشهْد ينساب في اللَّها
وفعل كذاوي الزهْر لن يتنضّرا
فما كان أقسى أن أباريَ صاحبا
فألفيه نِكْسا في المباراة أغبرا
مواعيده ريحٌ أجوج بقفرة
وما كان يوما هبّها قطّ مثمرا
ألا ليتني ما كنت يوما عرفته
ولا كان ناداني ولا كنتُ خيّرا
أكاد أسيء الظنّ بالناس كلّهمْ
وبالخلّ ممّنْ ظل أندى وأندرا
فإن امرأ والله يُخلف وعده
جهارا لأهل أن يُذمّ ويُهدرا
كما وعدتْ كعبا سعاد وأخلفتْ
وأخلف بالغيث الجهام فأدبرا
فوالله ما أدري لما يعد الفتى
أخاه ويأبى أن يفِي.أتكبّرا
فيأتيه بالأعذار غير سديدة
فيدرك أن المرء كدّ وكدّرا
كذلك هذا الناس إلا أقلهمْ
غثاءٌ إذا محّصته عنّ أعورا
فما يخلف الوعدَ الكريم قلامة
ولا تلبث الأزهار أن تتعطّرا
فمازالت الأيام تمنحني الأذى
وما زلت مما تمنح اليوم أعفرا
إلى أن غزا الشيب العذارين وانتهى
بيَ الأمر مرْتجّ الفقار مدثّرا
سأوثر عن هذي المناكب عزلتي
وألفي بها عنها دجى الليل أقمرا.
الشاعر: محمد العياشي
15-7-10 الرباط
15-7-10 الرباط

دمت شاعرا جميلا تحافظ على سيمترية الشعر العربي القديم.
ردحذفمودتي