ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والآنَ أصبحتَ لا أهلٌ ولا وَلَـدُ
وصرتَ وحدَكَ مِنْ لا شئَ ترتعِـدُ
ترنو إلى طرُق ٍ لا يمرحونَ بها
وتسألُ اللهَ لو منهم أتى أحَــدُ
ها أنتَ بتّ َ لهم تبكي فوا عجَباً
ألستَ كنتَ إذا جاؤوكَ تبتعِـدُ ؟
وكنتَ لو شاكَسُوا بعضاً تـُعاقِبُهـُم
وتدّعي أنـّهم لا غيرَهُـمْ نكـدُ
ألم تقـُلْ قبلَ يوم ٍ ليتني رجُلٌ
بلا عيال ٍ ولا و ِرْدٍ لهُ أرِدُ
نهمْ لم يناموا قبلَ موعِدِهِـمْ
والآنَ .. يا ليتهمْ عادوا ولا رقدوا
وكنتَ لو أشعَلوا المِصباحَ تزجُرُهُمْ
ناموا إلى الموتِ يا أولادِ وانْخَمِدوا
والآنَ ها أنتَ تبكي في أسرّتِهـِمْ
إذا الرياحُ التـَقـَـتْـها هـزّكَ الرّعَـدُ
وأمْطـَرَتْ عينُـكَ السوداءُ في بُـرَق ٍ
لهُ على مُـقـْـلـَةٍ تشتاقـُهُم رمَـدُ
ها أنتَ أصبحْتَ مُشتاقاً لضجّـتِـهـِمْ
وصرتَ حتى صُراخَ الطِفـْـل ِ تـَفـْـتـَـقِدُ !!
هل العصافيرُ عني هاجَرَتْ معَـهمْ
بالأمس ِ كانتْ على الشـُبّـاكِ تحتشِـدُ
هذي أسِرّتـُهمْ , هذي ملابسُهمْ
هذي خُطاهُمْ بشئ ٍ لم تعُدْ تـَعِـدُ
هنا استراحوا, هنا ناموا, هنا لعِبوا
هنا توضّـوْا , هنا صلـّوْا , هنا سَجَـدوا
كفاكِ يا عَيْن ِ دمعاً تـُوهِمينَ بهِ
قلباً , سِواكِ مواس ٍ صارَ لا يَجـِـدُ
وكنتَ مِنْ أُمِّـهِمْ تـُـلـْغي مَحاسِـنـَها
وكانَ مِنْ خدِّها المِصْـباحُ يَتـّـقِدُ
كانتْ لديْها طِباعُ الطيْـر ِ, مِشـْيَتـُهُ
هُدُ وؤهُ , روحُهُ , إصرارُهُ , الجَـلـَدُ
كانتْ على جنَباتِ الدارِ عاشِقَةً
تـُعطي الكثيرَ لمَنْ في الحُبِّ يقتصِدُ
وكنتَ يا ناكرَ المعروفِ تـُرْهِـقـُها
لِعيْـن ِ مَنْ ليسَ مِنـْها للسنينَ يَـدُ
وأنتَ قاس ٍ عليـها وهيَ رائِعـة ٌ
وكنتَ تـُـلـْـقِي , وتسْـتـَـلـْـقي , و تـَنـْـتـَـقِـدُ
يا نجمةَ الصّـُبْحِ والإصْباحُ يُطْفِئُها
وفي الظلامِ بهِا الفـلاّحُ ينْـفـَردُ
كأنما هيَ مِنْ صخـْر ٍ مفاصِـلـُها
أو مِـنْ حـديـدٍ لها مِنْ دونِـهـِمْ جَـسَــدُ
تلكَ الحمائِمُ طولَ الدّهْـر ِ واقِـفـَـة ٌ
وأنتَ جاثٍ لأكـْـل ِ الزادِ يا أسَــدُ
عظـّمْـتُ فيكِ نساءَ الأرض ِ قدْ تـَعِبَتْ
مِنْ فرْطِ ما غصْـنُـكِ القِـدّاحُ يجْـتـَهـِدُ
البَـيْتُ والزوجُ والأولادُ مِنْ طرَفٍ
وفوقَ هذا هي الطـَرْفُ الذي يَـلِـدُ
أدرَكْـتَ بعدَ الـتـَنـَحِّـي عنْ مَعاقِلِـهـِمْ
أَنّ النِـســاءَ على بلـدانِـنا بَـلـَـدُ
الآنَ؟ أصبحتَ تـَنـْعاها وقد أفلـَتْ
و عادَتْ البـِرَكُ الزرقاءُ تـَنـْجَمِـدُ
كانتْ مُـناها بِبَـيْتٍ فيهِ تذكُـرُها
مِنْ شِعْرِكَ العَذْبِ أو وعْدٍ بهِ تعِدُ
الآنَ أدركتَ أنّ الأرضَ سائرة ٌ
وكــلّ َ شئ ٍ لــهُ قـَلـْـبٌ .. لهُ أمـّـدُ ؟
فلا ترى لكَ في الأيّام ِ مِنْ طبَق ٍ
ولا الأصابعُ في كفـّيْـكَ تـَـتـّـحِـدُ
وقد مضى السِّـربُ وانجابَتْ مَسالِكـُهُ
وصرتَ تدنو وصارَ السِّـرْبُ يبْـتـَعِدُ
اجلـُسْ لقدْ فاتـَكَ الميعادُ يا رجُـلا ً
على خَـرِير ِ مجـاري الماء ِ يَعْـتـَمِـدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيد خيون 22-7-2005 لندن
والآنَ أصبحتَ لا أهلٌ ولا وَلَـدُ
وصرتَ وحدَكَ مِنْ لا شئَ ترتعِـدُ
ترنو إلى طرُق ٍ لا يمرحونَ بها
وتسألُ اللهَ لو منهم أتى أحَــدُ
ها أنتَ بتّ َ لهم تبكي فوا عجَباً
ألستَ كنتَ إذا جاؤوكَ تبتعِـدُ ؟
وكنتَ لو شاكَسُوا بعضاً تـُعاقِبُهـُم
وتدّعي أنـّهم لا غيرَهُـمْ نكـدُ
ألم تقـُلْ قبلَ يوم ٍ ليتني رجُلٌ
بلا عيال ٍ ولا و ِرْدٍ لهُ أرِدُ
نهمْ لم يناموا قبلَ موعِدِهِـمْ
والآنَ .. يا ليتهمْ عادوا ولا رقدوا
وكنتَ لو أشعَلوا المِصباحَ تزجُرُهُمْ
ناموا إلى الموتِ يا أولادِ وانْخَمِدوا
والآنَ ها أنتَ تبكي في أسرّتِهـِمْ
إذا الرياحُ التـَقـَـتْـها هـزّكَ الرّعَـدُ
وأمْطـَرَتْ عينُـكَ السوداءُ في بُـرَق ٍ
لهُ على مُـقـْـلـَةٍ تشتاقـُهُم رمَـدُ
ها أنتَ أصبحْتَ مُشتاقاً لضجّـتِـهـِمْ
وصرتَ حتى صُراخَ الطِفـْـل ِ تـَفـْـتـَـقِدُ !!
هل العصافيرُ عني هاجَرَتْ معَـهمْ
بالأمس ِ كانتْ على الشـُبّـاكِ تحتشِـدُ
هذي أسِرّتـُهمْ , هذي ملابسُهمْ
هذي خُطاهُمْ بشئ ٍ لم تعُدْ تـَعِـدُ
هنا استراحوا, هنا ناموا, هنا لعِبوا
هنا توضّـوْا , هنا صلـّوْا , هنا سَجَـدوا
كفاكِ يا عَيْن ِ دمعاً تـُوهِمينَ بهِ
قلباً , سِواكِ مواس ٍ صارَ لا يَجـِـدُ
وكنتَ مِنْ أُمِّـهِمْ تـُـلـْغي مَحاسِـنـَها
وكانَ مِنْ خدِّها المِصْـباحُ يَتـّـقِدُ
كانتْ لديْها طِباعُ الطيْـر ِ, مِشـْيَتـُهُ
هُدُ وؤهُ , روحُهُ , إصرارُهُ , الجَـلـَدُ
كانتْ على جنَباتِ الدارِ عاشِقَةً
تـُعطي الكثيرَ لمَنْ في الحُبِّ يقتصِدُ
وكنتَ يا ناكرَ المعروفِ تـُرْهِـقـُها
لِعيْـن ِ مَنْ ليسَ مِنـْها للسنينَ يَـدُ
وأنتَ قاس ٍ عليـها وهيَ رائِعـة ٌ
وكنتَ تـُـلـْـقِي , وتسْـتـَـلـْـقي , و تـَنـْـتـَـقِـدُ
يا نجمةَ الصّـُبْحِ والإصْباحُ يُطْفِئُها
وفي الظلامِ بهِا الفـلاّحُ ينْـفـَردُ
كأنما هيَ مِنْ صخـْر ٍ مفاصِـلـُها
أو مِـنْ حـديـدٍ لها مِنْ دونِـهـِمْ جَـسَــدُ
تلكَ الحمائِمُ طولَ الدّهْـر ِ واقِـفـَـة ٌ
وأنتَ جاثٍ لأكـْـل ِ الزادِ يا أسَــدُ
عظـّمْـتُ فيكِ نساءَ الأرض ِ قدْ تـَعِبَتْ
مِنْ فرْطِ ما غصْـنُـكِ القِـدّاحُ يجْـتـَهـِدُ
البَـيْتُ والزوجُ والأولادُ مِنْ طرَفٍ
وفوقَ هذا هي الطـَرْفُ الذي يَـلِـدُ
أدرَكْـتَ بعدَ الـتـَنـَحِّـي عنْ مَعاقِلِـهـِمْ
أَنّ النِـســاءَ على بلـدانِـنا بَـلـَـدُ
الآنَ؟ أصبحتَ تـَنـْعاها وقد أفلـَتْ
و عادَتْ البـِرَكُ الزرقاءُ تـَنـْجَمِـدُ
كانتْ مُـناها بِبَـيْتٍ فيهِ تذكُـرُها
مِنْ شِعْرِكَ العَذْبِ أو وعْدٍ بهِ تعِدُ
الآنَ أدركتَ أنّ الأرضَ سائرة ٌ
وكــلّ َ شئ ٍ لــهُ قـَلـْـبٌ .. لهُ أمـّـدُ ؟
فلا ترى لكَ في الأيّام ِ مِنْ طبَق ٍ
ولا الأصابعُ في كفـّيْـكَ تـَـتـّـحِـدُ
وقد مضى السِّـربُ وانجابَتْ مَسالِكـُهُ
وصرتَ تدنو وصارَ السِّـرْبُ يبْـتـَعِدُ
اجلـُسْ لقدْ فاتـَكَ الميعادُ يا رجُـلا ً
على خَـرِير ِ مجـاري الماء ِ يَعْـتـَمِـدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيد خيون 22-7-2005 لندن

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك