وحيد خيون
-------------
نزل َ المَطَرْ
والقاربُ النائي تسارعَ في عُبَابِ الماءِ
و انجَمَدَ النَهَرْ
كلُّ الحياةِ تجَمَّدَتْ
وتحَوّلــَتْ كلُّ الحياةِ إلى حَجَرْ
وتحَوّلتْ أحلامُ عصفورٍ صَغيرٍ
عاشَ في ظلِّ الشجَرْ
مِن غابةٍ خضراءَ رائعةِ على مدِّ البَصَرْ
وإلى حُطام ٍمِن جذورٍ .. يا لقارعةِ الدهرْ
تشتاقُ للأزهارِ ...
للأوراقِ ِ... للظلِّ الرقيق ِ وللمَطرْ
قد كان يحلُمُ أنْ يكونَ مِن البشرْ !
يا للعصافير ِالمُغفـّـلةِ التي
قد غرَّها لونُ الملابس ِوالصُوَرْ
لو لم أكنْ بَشَرًا
فهلْ أشتاقُ يومًا أنْ أكونَ من البشرْ ؟
يتحمّلُ الأعباءَ .....
ينتظرُ القواربَ لو تعودْ
لو يسألُ الأحبابُ عنهُ
لو رسائلُهُ التي لم تنقطعْ أبدًا تقابلُها ردودْ
لو مَرَّ ساع ٍللبريدْ
فتذوبَ أقواسُ الثلوج ِ وينتهي فصلُ الجمودْ
لو أنَّ أ ُمّــًا ما رآها ما تزالُ قريبة ً منهُ
وما زالتْ على قيدِ الوجودْ
لو أنّها عادتْ تسَامِرُهُ ...
وتغسلُ ما يُوسِّخُ مِن ثيا بْ
تكوي لهُ القمصانَ ... تـُعْطِيهِ النقودْ
وإذا مضى يلهو مع الأطفال ِ
تحرسُهُ وتحْـلـُمُ أنْ يَعُودْ
يا ليتنا عُدْنا صغارًا ... لو نظلُّ بلا قرارْ
يا ليتها أمي تعودْ ...
ويعودُ إخواني الصِّغارْ
يا ليتنا لم نعرفْ الأحلامَ في يوم ٍ ....
ولا صرنا كبارْ
حيث الديارُ تجرَّدتْ مِنا ....
وما عادتْ لنا تلكَ الدّيارْ
حيثُ الحياة ُ تكدَّرَتْ
وتحَوّلتْ كلُّ الطقوس ِإلى حِجارْ
ذكرى أ ُردّدُها طويلا ً ثمَّ يدفنُنِي الغبارْ
طفلا ً يعذبُنِي صياحُ أبي المريضْ
فيموتُ ....أفقِدُهُ .....فأصْرُخُ
كالمُصَابِ بسوطِ نارْ
أبتــاهُ لا تتركْ صغيرَكَ ...
ثم يأخذني دوَارْ
خذني ...
ولكنْ كيفَ يأخذ ُني وليسَ لهُ القرارْ ؟
ورجعتُ كالمقتول ِأرقبُ كلَّ أصحابي الصغارْ
آباؤُهُمْ معهم وما عندي أبٌ يا لِلـْـدَمَارْ
وبَدَتْ تعاساتي تخالطني إلى هذا النهارْ
لكنهُ هلْ ما يزالُ لنا نهار ؟
هل لي ولو سببٌ بسيط ْ
يدعو إلى شطبِ الهموم ِ ...
وقد يذوبُ بها المحيط ْ؟
هي ذكرياتي كلَّ حين ٍتسْـتفيقْ
وتدورُ في رأسي كما لو أنها كانتْ شريطْ
ووقاحة ُالأيام ِ مازالتْ تماشيني ...
على نفس ِالطريقْ
هَـمٌّ...وحزنٌ... دونما سببٍ...ومأساة ٌ...وضيقْ
وكأنما الأيامُ من حولي مُعَطـّـلة ٌ ..
وما فيها صديقْ
لو عُدْتُ طفلاً ... لو يعودُ أبي و أ ُمي
لو تعودُ لنا الشواطئُ والقواربْ
لو أنني أقوى على دفع ِالضرائبْ
لـَدَفعتُ كلَّ ضرائبي
من صحَّتِي ودوار ِ رأسي
كيف تلتئمُ الجراحُ ولا تثورْ ؟!
والدّهْرُ من حولِي يدورْ
لو إخوتي سمِعُوا صياحي
لو أنها هدأتْ رياحي
حيث مكتبتي وأوراقي ...
ممزقة ًغدَتْ مثلَ الطيورْ
بيني وبين الدّهْرِ معركة ٌ على مَرِّ العصورْ
والآنَ حيثُ دَمِي يفورْ
يغلي دَمِي غليانَ ماءْ
لو لم أكنْ بشرًا
لَمَا عانيتُ مِن أيّامِنا هذا العناءْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1998 المانيا
نزل َ المَطَرْ
والقاربُ النائي تسارعَ في عُبَابِ الماءِ
و انجَمَدَ النَهَرْ
كلُّ الحياةِ تجَمَّدَتْ
وتحَوّلــَتْ كلُّ الحياةِ إلى حَجَرْ
وتحَوّلتْ أحلامُ عصفورٍ صَغيرٍ
عاشَ في ظلِّ الشجَرْ
مِن غابةٍ خضراءَ رائعةِ على مدِّ البَصَرْ
وإلى حُطام ٍمِن جذورٍ .. يا لقارعةِ الدهرْ
تشتاقُ للأزهارِ ...
للأوراقِ ِ... للظلِّ الرقيق ِ وللمَطرْ
قد كان يحلُمُ أنْ يكونَ مِن البشرْ !
يا للعصافير ِالمُغفـّـلةِ التي
قد غرَّها لونُ الملابس ِوالصُوَرْ
لو لم أكنْ بَشَرًا
فهلْ أشتاقُ يومًا أنْ أكونَ من البشرْ ؟
يتحمّلُ الأعباءَ .....
ينتظرُ القواربَ لو تعودْ
لو يسألُ الأحبابُ عنهُ
لو رسائلُهُ التي لم تنقطعْ أبدًا تقابلُها ردودْ
لو مَرَّ ساع ٍللبريدْ
فتذوبَ أقواسُ الثلوج ِ وينتهي فصلُ الجمودْ
لو أنَّ أ ُمّــًا ما رآها ما تزالُ قريبة ً منهُ
وما زالتْ على قيدِ الوجودْ
لو أنّها عادتْ تسَامِرُهُ ...
وتغسلُ ما يُوسِّخُ مِن ثيا بْ
تكوي لهُ القمصانَ ... تـُعْطِيهِ النقودْ
وإذا مضى يلهو مع الأطفال ِ
تحرسُهُ وتحْـلـُمُ أنْ يَعُودْ
يا ليتنا عُدْنا صغارًا ... لو نظلُّ بلا قرارْ
يا ليتها أمي تعودْ ...
ويعودُ إخواني الصِّغارْ
يا ليتنا لم نعرفْ الأحلامَ في يوم ٍ ....
ولا صرنا كبارْ
حيث الديارُ تجرَّدتْ مِنا ....
وما عادتْ لنا تلكَ الدّيارْ
حيثُ الحياة ُ تكدَّرَتْ
وتحَوّلتْ كلُّ الطقوس ِإلى حِجارْ
ذكرى أ ُردّدُها طويلا ً ثمَّ يدفنُنِي الغبارْ
طفلا ً يعذبُنِي صياحُ أبي المريضْ
فيموتُ ....أفقِدُهُ .....فأصْرُخُ
كالمُصَابِ بسوطِ نارْ
أبتــاهُ لا تتركْ صغيرَكَ ...
ثم يأخذني دوَارْ
خذني ...
ولكنْ كيفَ يأخذ ُني وليسَ لهُ القرارْ ؟
ورجعتُ كالمقتول ِأرقبُ كلَّ أصحابي الصغارْ
آباؤُهُمْ معهم وما عندي أبٌ يا لِلـْـدَمَارْ
وبَدَتْ تعاساتي تخالطني إلى هذا النهارْ
لكنهُ هلْ ما يزالُ لنا نهار ؟
هل لي ولو سببٌ بسيط ْ
يدعو إلى شطبِ الهموم ِ ...
وقد يذوبُ بها المحيط ْ؟
هي ذكرياتي كلَّ حين ٍتسْـتفيقْ
وتدورُ في رأسي كما لو أنها كانتْ شريطْ
ووقاحة ُالأيام ِ مازالتْ تماشيني ...
على نفس ِالطريقْ
هَـمٌّ...وحزنٌ... دونما سببٍ...ومأساة ٌ...وضيقْ
وكأنما الأيامُ من حولي مُعَطـّـلة ٌ ..
وما فيها صديقْ
لو عُدْتُ طفلاً ... لو يعودُ أبي و أ ُمي
لو تعودُ لنا الشواطئُ والقواربْ
لو أنني أقوى على دفع ِالضرائبْ
لـَدَفعتُ كلَّ ضرائبي
من صحَّتِي ودوار ِ رأسي
كيف تلتئمُ الجراحُ ولا تثورْ ؟!
والدّهْرُ من حولِي يدورْ
لو إخوتي سمِعُوا صياحي
لو أنها هدأتْ رياحي
حيث مكتبتي وأوراقي ...
ممزقة ًغدَتْ مثلَ الطيورْ
بيني وبين الدّهْرِ معركة ٌ على مَرِّ العصورْ
والآنَ حيثُ دَمِي يفورْ
يغلي دَمِي غليانَ ماءْ
لو لم أكنْ بشرًا
لَمَا عانيتُ مِن أيّامِنا هذا العناءْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1998 المانيا

قصيدة عميقة في دلالاتها اختصرت في بضع كلمات مسيرة طويلة من المعاناة،صورت للقارئ لقطة من الحياة البشرية حينما يكون فيها الانسان ضحية للغربة التي تقتل ةتفرق الأحبة،ولا أمل له إلا هذه القصائد التي تنفس عنه كربته وتعطيه الأمل في الحياة
ردحذفدمت شاعرا جميلا أخي وحيد