إنه البوابة التي تدخل القارئ إلى متن المنجز القصصي، ولهذا ينبغي على الناقد تناول عتبة العنوان قبل متن النص وأن يحذر عتبة العنوان لكي لا يسقط في فخ ومكر القاص،لأنه إذا لم يضبط إيقاع العنوان يتيه في فضاءات القصة وتنفلت من بين يديه،وحينها يكون ظالما للقاص وللعمل القصصي لأنه سيضطر إلى تقويل النص مالا يريد قوله.
وعندما نقول بأن العنوان هو نص مواز للمتن القصصي لا نعني بذلك اتصافه بالتقرير و المباشرة المفرطة التي تفضح النص وتكشف جماليته وإنما نقول ذلك لنبين مدى الارتباط و الصلة التي تجمع بين العنوان و النص لأنهما يؤديان وظائف مشتركة منها الوظيفة السيكولوجية حيث إنه يساعد على استفزاز القارئ وإثارة انتباهه،بل محاولة استمالته وإقناعه لتقبل موضوع القصة و التعاطف مع أبطالها .
ومنها كذلك الوظيفة السوسيولوجية بحيث إن العنوان يصدم القارئ لارتباطه بواقعه الاجتماعي وبهمه المعرفي،بل قد يتقاطع مع معتقداته وأيديولوجيته
العنوان في القصة القصيرة جدا هو باب القصة، ومفتاح لضبة النص وسلطة تحدد هويته ...منه نستل رأس الخيط ونعرف طبيعة الموضوع الذي نحن بصدده، لتبدا حوارية المتلقى او المتصفح معه وقد يشكل لوحده قصة متوازية مع القص الرئيسي.. لذا ففي اعتقادي إن العنوان ينبغي أن يكون ذا صلة بمتن القصة ومحتواها -مع العمل على الا يكون مباشرا مباشرة قصوى- لكي يكون القارئ مستعدا لتقبل النص وتذوقه،فهو بمتابة المقبلات في الأكل،إذا كانت المقبلات مغرية يكون الأكل شهيا و العكس صحيح،ولهذا ينبغي على القاص أن يحترس في اختيار العنوان المناسب وبقدر ما يكون العنوان مناسبا،وصادما،ومدهشا،وإيقاعيا بقدر ما يجلب اهتمام القارئ ويدفعه إلى الاستمتاع بفحوى القصة القصيرة جدا،فلا ينبغي أن يكون واضحا فاضحا للمضمون،كاشفا للمعنى ،و لا غامضا كل الغموض فيتيه القارئ في البحث عن دلالة العنوان متناسيا جمالية النص القصصي،اويكون العنوان أرقاما او قصصا مرقمة لكن بنفس العنوان فمضمون القصص يتيه وسط هذه الأرقام وتختلط الأبعاد والرؤى الفكرية التي تتضمنها هذه القصص،او ان تكون القصة بدون عنوان فهذا غير مستساغ لأن كل إبداع هو فلذة من فلذات كبد صاحبه لايتعرف عليه إلا من خلال العنوان،وقصة بدون عنوان تتيه وسط زحمة الأعمال المتراكمة كل يوم.فلا يمكن للمتصفح ان يلج عوالم نص خديج ولا ان يستشف معناه ويكتشف مضامنه ومبغاه دونه..

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك