أتكلم كل اللغات ، ولكن باللغة العربية"

"أتكلم كل اللغات ، ولكن باللغة العربية"عنوان الكتاب المقبل للكاتب
عبد الفتاح كيليطوضيف الصالون الأدبي المغربي


تقريرصفية اكطاي :
في فضاء جميل ،رغم الصواعق وسخاء السماء بأمطار غزيرة ، يوم 30أبريل 2011بعد الزوال،احتضن نادي الهمذاني لجمعية الأعمال الاجتماعية للتعليم /فرع عين الشق.الدار البيضاء ، لقاء مفتوحا مع الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو،حضره نساء ورجال التربية والتكوين ،وأدباء ، وصحفيون ونقاد وأصدقاء مثقفون وآخرون من عامة الناس..
قام بتسيير هذه الجلسة العلمية عضو من الصالون الأدبي المغربي: الأستاذ الباحث محمد آيت حنا،الذي تقدم بعرض شيق، مركز وهادف حول الكاتب المحتفى به ،معبرا عن ترقبه لصدورأعماله، على غرار اهتمام هذا الأخير بكتاب أثروا في مساره النقدي مثل تسافيتان تودوروف، ورولان بارث،و بورخيس ، وتلت ذلك المداخلات التالية :

1صفية اكطاي :
قبل تلاوة نص بعنوان: "عبقرية قلم :عبد الفتاح كيليطو/ الشخص"، اجتزأته من كتابها "بطاقات نقدية ،ص:68الصادر بتاريخ:2011،منشورات شوسبريس ،وجهت كلمة شكر للشموع المنظمة ،أعضاء الصالون الأدبي،وتقدمت بشهادتين في حق الكاتب كيليطو، استقتها منه ، ومن المترجم المغربي الأستاذ الباحث عبد الكبير الشرقاوي،ومن قراءتها الخاصة لبعض أعماله ":المقامات"،"لسان آدم"،"حصان نيتشه"،من" شرفة ابن رشد" ،"أنبئوني بالرؤيا"،مؤداها ما يلي:
_زهد عبد الفتاح كيليطوفي الربح المادي لكتبه ،والسعي الدؤوب لتنشردون خطأ
_عنايته الدقيقة باختيار الكلمة، ونزوعه لتكسير المألوف
وخلصت المتدخلة إلى أن الكاتب- وهويسائل _ الثراث العربي قد" يبدأ قاصا ، ويواصل ناقدا ، وينتهي باحثا أو العكس.."
وأشارت إلى أنه، وفي جميع الأحوال، يسلب القارئ ،بسرده الشيق وبغزارة ثقافته
وبالرغم من الطابع الأكاديمي العام لكتاباته ،فإن بعض شخصياته السردية كالطفل المهووس بالقراءة المتكرر في قصصه ، قريبة من عشاق الكتاب والكتابة، تستهويهم، وتقودهم إلى عالم عجابي ، إلى مكتبة عتيقة ، بهايخترق الطفل الخطوط الحمراء ، ليقرأ ،يخترع كل الحيل ليقرأ ،و يتمارض ليقرأ..


2ذة بثينة الليلي:
تقدمت بورقة عن مؤلف لعبد الفتاح كيليطو " الأدب والغرابة" (الصادر باللغة العربية في الثمانينات ، المقرر، حاليا، بالأولى باكالوريا ، تخصص ،أدب ، مجملها:
_ حصر المؤلف وبواعث التأليف
_قراءة في العنوان والغلاف
_ نبذة عن القسم الأول وتدقيق المفاهيم
_ معالجة القسم الثاني الذي ينص على تطبيق مفاهيم المنهج البنيوي


3د. محمد الهودالي:
عبر د الهودالي ،في البداية ، عن عنايته بمشروع الكاتب عبد الفتاح كيليطوالنقدي ، منذ الثمانينات انطلاقا،من الكتيب النقدي السابق الذكر"الأدب والغرابة" موضحا التوجه العام للكاتب كيليطو، في قراءة التراث المغربي الأدبي الرامي إلى إسناد المركز إلى ما قد يعتبر هامشا ، واسترسل المتدخل في تبيان مسار خطاب نقدي جديد لا يعلن عن المفاهيم ، ولا يسردها، إنما يدقق فيها النظر ،ويسائل الغائب منها ويستشفه بين السطور، وخلص الهودالي إلى أن الكاتب عبد الفتح كيليطو،كما الجابري ، ينزع إلى الاختلاف ، إلى تأسيس نظرة جديدة للتراث العربي عمادها استشراف الدلالات الذي يستلزم دراسات متخصصة ومتعمقة.
وأخذ الكاتب عبد الفتاح كيليطو الكلمة مصرحا بكونه يكتب باللغتين:العربية والفرنسية. ..
وتعلم القراءة والكتابة والحساب بالمدرسة القرآنية المغربية، على غرار أبناء جيله ،قبل نقل والديه إياه إلى المدرسة العصرية ،كما ألف أول كتاب له "الأدب والغرابة" بهذه اللغة في الثمانينات ،وكان أول مقال له " بالصدفة " يقول سنة1975 باللغة الفرنسية، ربما لكونها لغة التخصص ، في الدراسات العليا والتدريس بجامعة محمد الخامس بالرباط ،و لكنه في السنة ذاتها كتب مقالا باللغة العربية، وفي عرض حديثه ،أثنى على بعض المترجمين الجديين، خصوصا منهم، الأستاذ الباحث عبد الكبير الشرقاوي الذي ترجم جل كتب الكاتب ،ولكتاب آخرين مثل بارث، وديريدا، وشارتيي،ووتودورف، وبيريك ،وغيرهم ، ترجمة أعتبرها ذ كيليطو وجل الحاضرين ، حياة جديدة للكتب المترجمة إلى اللغة العربية ، وذخرا للمكتبة المغربية...
وجوابا عن سؤال القاص بوكرامي، عن إقبال الكاتب عبد الفتاح كيليطو على الأدب القديم ، على "ألف ليلة وليلة، والزمخشري وغيرهم، أكد الكاتب كيليطوأنه بحكم التخصص : اللغة الفرنسية ،ونيله شهادة الدكتوراه بفرنسا على يد أركون كان، أول الأمر، مهتما باللسانيات، وبكتاب مثل فيردينان دوسوسور، وفرونسوا مورياك،لكن مساره تغيرنظرا لاحتكاكه بأصدقاء كانوا ، حينئذ ، في السبعينات، يعنون بكتاب مثل : فانون ،و... مما"جعلني " يقول"أغوص في قراءة الكتاب القدماء العرب مثل المعري ،وعبد القاهر الجرجاني ، وبديع الزمان الهمذاني وغيرهم .
وأردف المبدع أحمد شيكر (عضو بالصالون الأدبي) بسؤال حول منهجية القراءة لدى الكاتب المحتفى به ،فكان جواب هذا الأخيرأنه ليس من بعض الناس الذين يشعرون بالذنب، عندما لا يقرأون الكتاب برمته، وأنه ينتقل من كتاب إلى آخر بحرية و دون تقيد بموضوع ما، ولابمدة زمنية معينة.
على هامش ذلك، ورد تعقيب الأستاذ الباحث د محمد رقيد مفاده أنه للقارئ لحظتان:متعة القراءة التي يليها التفكيرفيما قرئ، و"كقارئ لعبد الفتاح كيليكو مؤلفا / كاتبا "، يبحث رقيد في الكتابة لدى كيليطو ، بعيدا عن مفهوم النقد الأدبي الصرف،ينقب عن مفهوم القارئ، مما يستلزم مراعاة القارئ الضمني (مسألة التارجح بين النص والنسخ)وأحال إلى النصوص المترجمة للكاتب كيليطو، والتي تجعل القارئ ،على حد تعبير رقيد،" يشعر أنه أمام أدب بدون صفة ، لاهو عربي ولا هو فرنسي "
أمام كتابة أدبية، و ختم د رقيد تدخله :"الأدب مهما نعرف به، ونصنفه يبقى خارج التصنيف".
وتدخل جمهور الحاضرين واضعا أسئلة غزيرة و مختلفة ،على الكاتب عبد الفتاح كيليطو، مرتبطة بعناوين كتبه المترجمة ‘ وعن الدراسات الروائية التي اهتم بها (برادة والعروي)، وعن علاقة المناهج النقدية بالمنطق وعن معايير ذلك ، وأخرى عن مفهوم الصداقات، لا سيما الأدبية،وعن الغرابة التي تتحول إلى ألفة ،عن التأرجح بين اللغة والأدب ، وسؤال "المحو والإبعاد وعدم الاقتناع" لدي الكاتب كيليطو، الذي أحالنا خلال جوابه عن هذه النقطة المثارة من طرف ذ.بوكرامي، إلى عبارة مشهورة لأبي حيان التوحيدي ، يتحدث عن ابن العميد الذي كان، لما ينوي تقليد الجاحظ ،يقع بعيدا عن الجاحظ ، قريبا من نفسه،وهناك أشار إلى مؤلف له قيد الإنجاز :" أتكلم كل اللغات ،ولكن باللغة العربية"
وخلافا لطبعه الصموت في الملتقيات، كانت إجابات الكاتب عبد الفتاح كيليطو عن الأسئلة الموجهة إليه، مركزة، وختم ردوده بأنه يهتم بكل ما هو سردي، ويعتبر نفسه قارئا وكاتبا في ذات الآن، ويقترح قراءة الأدب ,أولا ، ثم اللغة،ثانيا
واختتم اللقاء في جو حميمي، وقدمت كتب للمحتفى به،منها مجموعة الكاتب المناضل ذ بوعزة الساهل ، ومجموعة قصصية للمبدع سعيد جومال (عضو بالصالون الأدبي)،منشورات وزارة الثقافةسحب مطبعة دار المناهل 2011
إنجاز:
صفية اكطاي
بتاريخ :1/ماي/2011

تعليقات

  1. شكرا لك أستاذتنا صفية أكطاي على هذه التغطية التي نقلتنا إلى أجواء اللقاء الثقافي مع الكاتب و الأديب عبد الفتاح كليطو في رحاب الصالون الأدبي .
    مودتي لك بلا ضفاف

    ردحذف

إرسال تعليق

شكرا لحضورك واهتمامك