في لقاء أدبي جميل قضينا ليلة البارحة16/12/11 أمسية قصصية بمدينة تيفلت مع القاص و المبدع اسماعيل البويحياوي بمناسبة صدور مجموعته القصصية الجديدة الموسومة ب"ندف الروح"واكتشفنا فيه المبدع في القصة والبارع في طريقة الإلقاء، حيث إنه يعتمد على مسرحة القصة القصيرة جدا إلى درجة تحريك الكلمات داخل فضاء القصة برغم حجمها الصغير،وقد برهن بحق على أهمية هذا الفن الجميل الذي يتقاطع مع أجناس أدبية أخرى كالفلسفة و الأنتروبولجيا و التاريخ..... .
إن القصة القصيرة جدا بالفعل رهان المستقبل، لأن القارئ لا يملك الوقت للانتظار إلى الغد لمعرفة الجديد ،إنه يريد معرفة الخبر عاجلا في حينه،إنه يريد معرفة اقتناص لحظة النهاية قبل غيره من القراء،عكس الرواية التي تحتاج إلى وقت طويل للقراءة مما يساعد على ترك الرواية منذ الفصول الأولى.
وقد مر اللقاء في جو بارد لكن قوة المشاهد القصصية وحرارة الإلقاء أعطت للحضور حرارة أنستهم برودة الطقس،ومما أثار انتباهي هو المستوى الراقي الذي عرفته هذه المناسبة، حيث كان الحضور كثيفا، حضرته فعاليات مختلفة ،ومجموعة من المثقفين المهتمين بهذا الفن المشاغب الذي لا يستقر على حال، الشئ الذي لم يساعد الباحثين على نحث اسم معين له ،كل هذا زاده جمالا على جمال ،حيث جماليته تكمن في شغبه وفي حيرة الناس حوله،لقد شغل الناس وشغل النقاد جميعا.
وبعد سماع القراءات القصصية انتقل الجميع إلى التدخلات التي أغنت اللقاء لأنها كانت هامة وجيدة أغنت المشهد الثقافي بطبيعة الأسئلة المتعددة التي زادت من تنوير القارئ و المستمع،حيث تناول النقاد مسألة المصطلح و التجنيس وكانت أغلب التدخلات منصبة على كتابات الأديب اسماعيل البويحياوي وبشكل خاص على طريقة اشتغاله في القصة القصيرة جدا وعلى طريقة انتقائه للتيمات المتنوعة من مجموعة إلى أخرى،بين تيمة الأحلام و التخييل الذاتي....
ومن القصص التي أثارت اهتمام المستمعين القصص التي تحفر في الموروث الجمعي و الجماعي الذي يشترك فيه الملقي و المتلقي حيث كان القاص بارعا في اصطياد مجموعة من الأمثال المغربية الصرفة"العروبية"التي تحفر عميقا في ثقافتنا الشعبية والتي مع الأسف بتنا على وشك نسيانها، بل من الشباب عدد كبير لم يعد يعرف ثقافته الشعبية، ومن لم يحرص على ثقافته الشعبية فلا هوية له.
وكان اسماعيل البويحياوي نعم الأديب المتمرس الذي جمع هذا التراث في القصة القصيرة جدا وبرهن على صلاحيتها في اختزال العالم، في كتابة تاريخ الأمم بأقل الكلمات،إنه يكتب القصة الواعية المبنية على ثقافة واسعة استشفها الحضور من خلال تدخلاته العميقة المبنية على رؤيته إلى العالم.
إنها "ضربة المعلم" يعرف متى وأين يتدخل لبتر عيوب المجتمع،يعرف متى وكيف ينتقي ألفاظه لتفسير الكون لتعرية الواقع بشكل جمالي يجمع بين شعرية الشعر وسردية القصة،يعرف كيف يورط القارئ في التدخل لملئ الفراغات في فضاء القصة.
وفي الختام كان أهل تيفلت رائعين كما كنت أتخيلهم ،كانوا في حجم الهرم الكبير في طريقة استقبالهم وترحيبهم،كانوا كبارا أراهم سعداء في مدينهم الصغيرة لكنها كبيرة بأهلها.
تحية لجمعية الإشعاع الثقافي وتحية خاصة لمدير دار الشباب 9 يوليوز الذي احتضن هذا الإشعاع الثقافي الذي أتمنى أن يبقى خالدا تتوارثه الأجيال.
تحية للأقلام الجميلة التي تؤثث فضاء مدينة تيفلت،الأقلام الجميلة التي تشعر بها سعيدة وهي تستقبل زوارها القادمين من مناطق محتلفة من بلدنا العزيز.
محمد يوب
17/12/11
إن القصة القصيرة جدا بالفعل رهان المستقبل، لأن القارئ لا يملك الوقت للانتظار إلى الغد لمعرفة الجديد ،إنه يريد معرفة الخبر عاجلا في حينه،إنه يريد معرفة اقتناص لحظة النهاية قبل غيره من القراء،عكس الرواية التي تحتاج إلى وقت طويل للقراءة مما يساعد على ترك الرواية منذ الفصول الأولى.
وقد مر اللقاء في جو بارد لكن قوة المشاهد القصصية وحرارة الإلقاء أعطت للحضور حرارة أنستهم برودة الطقس،ومما أثار انتباهي هو المستوى الراقي الذي عرفته هذه المناسبة، حيث كان الحضور كثيفا، حضرته فعاليات مختلفة ،ومجموعة من المثقفين المهتمين بهذا الفن المشاغب الذي لا يستقر على حال، الشئ الذي لم يساعد الباحثين على نحث اسم معين له ،كل هذا زاده جمالا على جمال ،حيث جماليته تكمن في شغبه وفي حيرة الناس حوله،لقد شغل الناس وشغل النقاد جميعا.
وبعد سماع القراءات القصصية انتقل الجميع إلى التدخلات التي أغنت اللقاء لأنها كانت هامة وجيدة أغنت المشهد الثقافي بطبيعة الأسئلة المتعددة التي زادت من تنوير القارئ و المستمع،حيث تناول النقاد مسألة المصطلح و التجنيس وكانت أغلب التدخلات منصبة على كتابات الأديب اسماعيل البويحياوي وبشكل خاص على طريقة اشتغاله في القصة القصيرة جدا وعلى طريقة انتقائه للتيمات المتنوعة من مجموعة إلى أخرى،بين تيمة الأحلام و التخييل الذاتي....
ومن القصص التي أثارت اهتمام المستمعين القصص التي تحفر في الموروث الجمعي و الجماعي الذي يشترك فيه الملقي و المتلقي حيث كان القاص بارعا في اصطياد مجموعة من الأمثال المغربية الصرفة"العروبية"التي تحفر عميقا في ثقافتنا الشعبية والتي مع الأسف بتنا على وشك نسيانها، بل من الشباب عدد كبير لم يعد يعرف ثقافته الشعبية، ومن لم يحرص على ثقافته الشعبية فلا هوية له.
وكان اسماعيل البويحياوي نعم الأديب المتمرس الذي جمع هذا التراث في القصة القصيرة جدا وبرهن على صلاحيتها في اختزال العالم، في كتابة تاريخ الأمم بأقل الكلمات،إنه يكتب القصة الواعية المبنية على ثقافة واسعة استشفها الحضور من خلال تدخلاته العميقة المبنية على رؤيته إلى العالم.
إنها "ضربة المعلم" يعرف متى وأين يتدخل لبتر عيوب المجتمع،يعرف متى وكيف ينتقي ألفاظه لتفسير الكون لتعرية الواقع بشكل جمالي يجمع بين شعرية الشعر وسردية القصة،يعرف كيف يورط القارئ في التدخل لملئ الفراغات في فضاء القصة.
وفي الختام كان أهل تيفلت رائعين كما كنت أتخيلهم ،كانوا في حجم الهرم الكبير في طريقة استقبالهم وترحيبهم،كانوا كبارا أراهم سعداء في مدينهم الصغيرة لكنها كبيرة بأهلها.
تحية لجمعية الإشعاع الثقافي وتحية خاصة لمدير دار الشباب 9 يوليوز الذي احتضن هذا الإشعاع الثقافي الذي أتمنى أن يبقى خالدا تتوارثه الأجيال.
تحية للأقلام الجميلة التي تؤثث فضاء مدينة تيفلت،الأقلام الجميلة التي تشعر بها سعيدة وهي تستقبل زوارها القادمين من مناطق محتلفة من بلدنا العزيز.
محمد يوب
17/12/11


تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك