القصة القصيرة في المغرب:أي نقد لأي إبداع نريد؟


خاص /اليوم برس

القصة القصيرة جدا جنس أدبي يزرع أكاليله في الساحة المغربية و العربية بدأب’

يتأثر و يؤثر فيما حوله. و لا يسع المتتبع لحركيته إلا ملاحظة الفيض المتنامي لانتاجات القصاصين من المحيط إلى المحيط مما يدعو إلى إحداث مواكبة نقدية لهذا الإنتاج  لكن يظل السؤال : أي نقد لأي إبداع نريد؟ أي المناهج نطبق و لماذا ؟



من هذا المنطلق نظمت  الإعلامية عزيزة رحموني أمسية ثقافية بمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية  لتوقيع إصدار نقدي جديد للناقد محمد يوب عنوانه "مضمرات القصة القصيرة جدا" يوم الجمعة   13 ابريل .2012

سَيرَ الجلسة بإبداع واع متمكن الأستاذ إسماعيل البويحياوي الذي أدار النقاش  من باب العارف بالشيء بما انه قاص بامتياز يروض  القصة القصيرة جدا و يغمسها في رحيق الاختزال و الومض بحرفية.

بدأت الجلسة بتدخل للشاعرة مليكة معطاوي التي قدمت شهادة شاعرية في حق المحتفى به.ذكرتنا في طياتها بتواضع  الأستاذ محمد يوب دارس الفلسفة و الفكر و الباحث من زمن الإبداع الرصين الذي يفحص النصوص باليات فيلسوف منفتح على كل مجالات الإبداع.

حضر الأمسية القاص المبدع محمد كويندي  الذي بدا تدخله بالحديث عن كرونولوجيا القصة القصيرة جدا التي جاءت من فضاء التشكيل لتدخل فضاء اللغة مذكرا ب مفهوم القصة الدودية الذي يؤمن به المبدع اسماعيل البويحياوي كجنس  خرج من الفانطاستيك إلى  مفهوم جمالية التلقي لإغواء القارئ بالتعاطي للق ق ج.

و كذلك المصطفى الكليتي  الذي تحدث عن القصة القصيرة جدا كجنس خديج و تساءل إن كان  ظاهرة صحية  تجب رعايته بما انه أدب يعكس الواقع في زمن متسارع الوتيرة.

ثم تدخل القاص الشاعر محمد محقق  الذي أشار إلى المنهج التقاطعي و جمالية التلقي التي دافع عنها الناقد في إصداره الجديد.و الذي تحدث فيه عن مضمرات ق ق ج باعتباره فنا منفلتا بامتياز و جنسا زئبقيا يجب تحديد ميكانيزماته كما تطرق لعتبات الكتاب و عناوينه بعجالة.

الى جانب  هؤلاء جاءت مداخلة الناقد الشاعر عبد الخالق عمراوي تحت عنوان "البحث عن القارئ المتبصر" كما تحدث عن نظرية التلقي عند الناقد الباحث عن الأفكار المضمرة المنساقة في قالب يركز على النصوص بدء من العنوان إلى فرض جدلية الهدم و البناء إلى القفلة

عرف اللقاء  انسجاما بين الحضور و بين المتدخلين اذ كان النقاش حميميا ثريا منفتحا حيث حضر مهتمون  بال ق ق ج  مثل الروائي عبد القادر الدحمني و الروائي علي افيلال و الروائي مراد يوسفي  و الباحث محمد عدناي و القاص الشاعر عبد السلام جاعة  و الشاعرة سعاد ميلي و الشاعر التهامي شويكة الذين  استمتعوا بكلمة الناقد المحتفى به  الأستاذ محمد يوب الذي  بدا مداخلته معلنا انه ليس ناقدا بل نسخة من ناقد مهتم يحتاج  الدربة و العمل الدؤوب لصقل اليالته و قال ان الق ق ج  عبارة عن مسودات تحتاج إعادة نظر و أن منهجه في الاشتغال يعتمد  الاشتغال على التلقي و التأويل كما أشار إلى أن  القاص الحاذق  يجب ان يكون  مجيدا في اختيار الألفاظ التي تؤدي المعنى بأقل الكلمات و عليه اختيار النص المناسب و توقع القارئ المناسب الذي يمكنه استيعاب ما يخرج من المخزون الثقافي للمبدع كما أشار إلى ان الق ق ج تلتقي بشذرات الفلسفة و أن أحسن من يكتب الق ق ج هو الشاعر كما أشار إلى كون  القراءة في حد ذاتها يجب ان تكون قراءة عالمة  و هي تنبني على مستويات  بحيث يصبح القارئ مبدعا ثانيا للنص كما ختم الناقد كلمته  بان اهتمامه  ينصب على النص و لا شيء غير النص الذي ينبغي أن يقرأ لذاته دون إسقاط خصوصيات القاص على النص كما أشار إلى انه  كناقد متذوق للنصوص يواجه تعدد المناهج و يجد صعوبة في  اختيار المنهج المناسب اذ أن النص  هو الذي يفرض المنهج و ليس العكس.

تخلل اللقاء  وصلات موسيقية للمهندس  العازف مصطفى عابدون الذي أمتع الحضور بقطع متنوعة شرقية و مغربية  نالت الرضى و التصفيق الحار من لدن الحضور

الرباط

تغطية : سارة الناصري/ اليوم بريس

تعليقات