موسم الإفطار الجماعي



رمضان كريم ، رمضان شهر الرحمة و المغفرة و الرضوان ، إنه الركن الرابع في الإسلام ، وهو واجب على كل مسلم بالغ عاقل .
لكن في مستهل كل رمضان تطلع علينا مجموعة من الشباب الذين يريدون الإفطار علنا ، و في الساحات العامة ، و أمام مرأى و مسمع من الناس .
أتساءل هنا ، لماذا الإفطار علنا ؟ وما الفرق بين أن تفطر علنا و أن تفطر سرا ؟ إنه في النهاية رفض لأمر من أوامر الله تعالى التي أوجبها على المسلمين .
إن افتعال هذه الحملات المحمومة التي يقف وراءها من يقف من أعداء الأمة و أعداء الإسلام ، و أعداء البشرية جمعاء، لأن الله تعالى شرع الصيام في جميع الديانات السابقة ، لكي يعرف الغني حق الجوع ، ومعاناة الفقراء مع لقمة العيش المرة .
إن الغاية من رمضان ربط أواصر المحبة و الرحمة بين المسلمين في هذا الشهر الفضيل ، إنه الشهر الذي يغفر الله فيه الذنوب.وفي النهاية تأتي هذه الفئة وتعلن عصيانها مع الله أولا ، ومع الأمة ثانيا و مع مشاعر المسلمين بصفة عامة .
إن الله تعالى أجاز لمرضى المسلمين و المسافرين رخصة الإفطار في رمضان ، ولكن بشروط وهي تناول الوجبات في أمكنة مستورة بعيدة عن أعين الناس احتراما لمشاعر الصائمين .
وهنا تحضرني قصة أحد الصابئة السيرلنكيين حيث كان يشتغل معي في إحدى الدول العربية ، و كان يسكن في سكن العزاب ، وعندما يحل شهر رمضان يصوم مع المسلمين ، ويفطر معهم احتراما و تقديرا لمشاعرهم .
ومع الأسف هنا في المغرب تطلع علينا جماعة من الشباب بأسماء إسلامية و من أسر مسلمة ، وتطلق هذه الحملات المسيئة لهم قبل غيرهم ، وسيأتي يوم ويندمون على هذه الأفعال ، هذه الأفعال التي تدخل ضمن طيش الشباب ، ويستغلها أعداء الإسلام و المسلمين ، سيأتي يوم ويقول هؤلاء الشباب يا ليتنا متنا قبل هذا اليوم اللعين .
وهذه الظاهرة قديمة قدم الزمن ففي كل زمن تظهر مثل هذه الفئة لا أريد أن أنعتها بنعوت سيئة ، و إنما أريد تذكيرها لكي نخلي ذمتنا نحن المثقفين من هذه المشكلة ، ونكون على براءة من هذا الأمر .
فعندما كنا في الجامعة كان معنا عدد كبير من الطلبة الذين كانوا يفطرون في رمضان ، ولكنهم كانوا يستحيون ، ويأكلون خفية عن باقي الطلبة .
أما الآن فإن هذه الجماعة التي تدعو إلى حرية الإفطار علنا في رمضان ، أتساءل و تساءلوا معي أيها الشباب.
هل أدينا ما علينا من واجبات تجاه ديننا ، هل أدينا الصلاة في وقتها ؟ هل أدينا الزكاة في وقتها ؟ هل صنا ألسنتنا و فروجنا ؟ إننا لم نقم بهذه الواجبات الأساسية في شريعتنا الإسلامية ، فلماذا نقفز ونختار هذا الشهر الفضيل ، و نريد تجريب التمرد على فريضة من فرائض الله تعالى.
أسئلة نطرحها جميعا على أنفسنا :
من يحرك هذه الحملة الموسمية؟
ما الغاية منها ؟
لماذا يختارون الطلبة بالضبط دون غيرهم ؟
ما دور العلماء ؟
ما دور الإعلام ؟
ما دور المدرسة؟
مودتي للجميع بلا حدود
محمد يوب

تعليقات