الرواية و الأثر المفتوح

الرواية و الأثر المفتوح؛ قراءة في رواية أحزان حمان 

انطلق في هذه المقاربة من القولة المشهورة (كل إناء بما فيه ينضح) التي كثيرا ما كان الأديب العربي الكبير نجيب محفوظ يوظفها في حديثه عندما كان ينعت بأن أعماله الروائية غارقة في ال اقعية.فالكاتب عندما يعبر عما في داخله .انما يعبر عن وراكمات اجتماعية وصلت إلى حد التسابق من أجل الخروج والبوح.

فرواية أحزان حمان رواية تحكي واقع فئة عريضة من الشعب تعاني شظف العيش؛ وتقلبات الحياة ؛والغليان الذي يسري في عروقها؛ من شدة ما يراه في الواقع من قسوة ومن سوء حظ.
فالأديب عبد القادر الدحيمني ينطلق من الواقع المعيش في أدق تفاصيله لرسم صورة المجتمع المغربي.
فأحزان حمان تقوم بتشريح الواقع وتعريته أمام المتلقي؛ وتفضح مكامن الفساد والقبح فيه؛ ومعاناة أفراده وتوجههم توجهات وانحرافات اخلاقية وسياسية دون وجود ضابط ومنظم يضبط إيقاع المجتمع؛ ويتحكم في التيار ات السياسية المختلفة والمتصارعة السلفية/الماركسية.
وبعد تشريح المجتمع وتعريته يلجأ السا رد إلى تحليل أسباب هذا الواقع المتازم؛ ويقوم بإعادة بناء لتاريخية الواقع؛ متدخلا في الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها هذا الواقع؛ وهنا يمكن اعتبار الروائي مؤرخا جديدا يكتب تاريخ المهمشين؛ ومن هنا تصبح الرواية بمتابة تسجيل وشهادة للواقع ؛على الواقع.

لقد كتبت الرواية بضمير المتكلم في شكل سيرة ذاتية ؛ لكنها في الحقيقة تعبر عن الضمير الجمعي والجماعي؛ وتتكلم بلسان الجماعة وكأنها رواية المغاربة جميعا؛ فهي بمتابة المبضع الذي يشق صدر المجتمع ويعبر عن مواقع ومكامن البؤس والقهر فيه؛وهي بذلك تدخل في اطار الرواية الواقعية الجارحة التي تتبع تفاصيل المجتمع بكل وضوح وشفافية؛ لكن هذا لا يعني أن الرواية تطابق الواقع وتعكسه بشكل آلي؛ وانما تنقله من الواقع الواقعي إلى الواقع المتخيل الذي منه يستقي أحداث روايته؛ بان تضفي عليه ما سماه رومان جاكبسون بأدبية العمل الأدبي؛ ان الرواية بهذا المعنى لا تنقل الواقع الفيزيقي وإنما تقوم بعملية تمثيل الواقع وتجاوزه كما يقول ادريس علوش.
محمد يوب