انفلونزا الخواريف

عصب حميد رأسه يشعر بحرارة مرتفعة وألم شديد في الرأس قال لزوجته ناوليني حبة اسبيرين وكأس ماء؛ لاحضت الزوجة أن حميدا جد منفعل لابد من تقديم كل الخدمان دون نقاش أو كلام للأنها تعرفه منفعل المزاج لا يرد المناقشة وخاصة عندما يكون مريضا , ازداد الألم عليه وخاصة عندما يشاهد الوصلات الاشهارية وبالضبط المتعلقة بقروض العيد . قالت له زوجته اذهب الى الطبيب رد عليها بصوت مرتفع كيف تريني أأنا مصاب بانفلونزا الخنازير قالت له لا حاشى لا أقصد ذلك إنما أريد راحتك وراحتك لا تكون إلا بالذهاب الى الطبيب.
فكر مليا وقال لها هذا رأيك, قالت له هذا ما أعتقد الصواب و أنت تعرف مصلحتك, قال لها ناوليني معطفي, أدخل أصابع رجليه في بلغته انه غير قادر على الانحناء للباس حذائه . اتكأ على كتف زوجته وخرجا للشارع وأوقف طاكسيا صغيرا فتح الباب بصعوبة وجلس مع زوجته خلف السائق وصل الى باب المستشفى وتوجه الى الطبيب وكان يومها المناوبة في امرأة طبيبة’ سألته ما بك قال لها انني مصاب بزكام شديد يظهر انه علامات انفلونزا الخنازير’ كانت تحمل كمامة على فمها رفعتها بسرعة ووضعتها على أنفها’ وقالت له من بعيد خذ حبة من أسيرين قال لها أخذت اثنثين انه يرى ان الدكتورة مرعوبة كيف لها مواجهة هذا الوباء بل كيف لوزارة الصحة مواجهته اذا كانت الدكتورة خائفة وتريد معالجته بأسبيرين.
رجع حميد الى الوراء وقال في سريرة نفسه علي مواجهة هذا الموضوع فأنا عندي مشكل مادي لا أستطيع شراء أضحية العيد’ و الله تعالى لا يكلفني ما لا أطيق لا داعي للتفكير’ فأنا سأواجه أسرتي وأقول لهم انني لا أستطيع شراء خروف العيد ولا يمكنني أخذ قرض بنكي بهذه المناسبة لانه يعرف ان الاقتراض لشراء كبش العيد حرام شمر على لسانه وجمع أولاده وأخبرهم بالحقيقة وقال لهم انني احمل هم خروف العيد’ ولا أستطيع مد يدي على أموال الشركة ولا ألجأ الى القروض البنكية عندما انتهى من كلامه ارتمى عليه ابنه مقبلا اياه’ وقال له انك رجل عظيم تمرض من أجل التفكير فينا ولا تريدنا ان نبقى بدون اضحية العيد, وقال له ضاحكا أنت يا أبي لست مريضا بانفلونزا الخنازير بل انك مريض بانفلونزا الخواريف, انني يا أبي أعرف من خلال استاذنا في مادة التربية الاسلامية ان عيد الاضحى سنة مؤكدة على المستطيعين وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين واحدا له و الثاني لأمته.
وعندما سمع حميد بكلام ولده نزلت درجة حرارته بشكل مفاجئ ,وقال سأخرج للمقهى لأجلس مع أصدقائي ساعة من الزمن وبينما هو جالس يحتسي قهوة الصباح سأله صديقه هل اشتريت خروف العيد قال له حميد الظروف عندي غير ميسرة وسأبقى هذه السنة بدون أضحية, قال له صديقه أصحيح هذا الكلام قال حميد أنت تعلرفني دائما أقول الصدق قال له صديقه ساخذك الى أحد المحسنين و بالفعل دخلا الى الحضيرة وقال له اختر خروفا من هذه الخواريف المتبقية فاختار حميد خروفا كبيرا وأدخله على أسرته وبذلك عيد حميد وأدخل السرور على أولاده.
محمد يوب