صدى سيرة ذاتية 12


مازلت أتذكر (أحمد الغول) الشخصية الأسطورية التي روعت أحياء مدينة الدار البيضاء في سبعينيات القرن الماضي؛ و صادف أنني رأيته ذات يوم عائدا إلى بيته بحي الفرح قادما من معركة ضروس مع بلطجية درب الكبير؛ كان يجر أذيال الهزيمة؛ منكسرا؛ مضرجا بدمائه؛ تحمله عربة يجرها حمار؛ ربما هو نفس الحمار الذي حمله على ظهره ذات سمر ليلي مبينا لأصحابه قدرته الخارقة على مصارعة أعدائه؛ و مرت السنون و قدر لي أنني درست إحدى بناته؛ لقد كانت بدينة؛ قوية البنية وكأنها مصارعة من العهد القديم؛ طلبت منها ذات يوم إحضار ولي أمرها؛ و في الصباح جاءني أحمد الغول بلحيته الكثة وقد علاها الشيب؛ ببطئ يمشي وكأنه يودع لحظات ماضية من عمره؛ أطلعته على تصرفات ابنته؛ وقال لي: لقد استغلت ضعفي وهواني؛ قلت في نفسي: ربما في جسم الإنسان جينات تجعله أكثر استجابة ورغبة في ممارسة البلطجة.
محمد يوب

تعليقات