صدى سيرة ذاتية 13


لم يكن في زماننا متسع من الفسحة و الترويح عن النفس إلا ما تجود به ذاكرة الحكواتي؛ أفتح باب الشقة وأغلقه ببطء؛ لكي لا تسمعني أمي؛ أخترق زقاق كريان ابن مسيك الضيقة؛ أتجه شرقا إلى الجوطية لأشتري سندويتش سمك التونا من عند ولد العربان؛ أو خبزا يابسا مغمسا في مرق الكوارع ؛ الذي يتفنن في طبخه عمر العيار؛ الذي يمسح عرق جبينه بفوطة متسخة تتدلى فوق كتفه الأيمن؛ ثم بعد ذلك أنعطف يسارا متجها صوب سوق شطيبة لأحجز لنفسي مكانا في الحلقة عكس اتجاه الشمس لأتابع أحداث الأزلية؛ غير أن هذا اليوم لم يكن كباقي الأيام؛ حيث بدل الذهاب لسماع الأزلية؛ توجهت إلى حلقة بوجمعة البوكسور؛ وتحت تشجيعات الجمهور؛ جازفت و لبست القفاز؛ وفي أول جولة ضربني خصمي بقبضة قوية على أنفي ؛أسقطني أرضا؛ لم أر إلا النجوم تتراقص أمامي؛ أحسست بقشعريرة تسري في جسدي؛ صحوت على صوت بكائي ، الذي أثار شفقة الحاضرين.
محمد يوب

تعليقات