من مدينة إبراء بسلطنة عمان أقلعت الحافلة متوجهة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج؛ عبرت حدود دولة الامارات و عندما دخلت أراضي السعودية؛ شعرنا بأنها قد زاغت عن طريقها وتاهت في الصحراء وكأنها فرس حرون قادتها الصدف حيث شاءت الأقدار؛ لكن الله لطف بعباده ونجانا من موت محقق؛ وفي أول يوم لنا في مكة دخلنا باب السلام؛ وتوجهنا مبتهجين إلى الكعبة المشرفة؛ وبدأنا طواف القدوم؛ وفي لحظة خشوع شعرت زوجتي بأن يدا تتلصص لسرقة ما في حوزتها من مال؛ وعندما تفقدت الأمر وجدت ملابسها ممزقة ؛ لكن الله نجا المحفظة المعلقة في جيدها؛ وعندما أدينا المناسك؛ أقفلنا عائدين إلى بيوتنا؛ وكانت بجانبي أستاذة مصرية ضحت بشبابها من أجل أمها المريضة؛ استمتعت بحديثها المشوق؛ وبروحها المرحة؛ وبابتسامتها التي مازالت عالقة بذاكرتي؛ وعندما عدنا إلى إبراء؛أسكت السائق محرك الحافلة معلنا عن نهاية الرحلة؛ فإذا بهذه الأستاذة تنهار أمامي؛ مغمى عليها محدثة نوعا من الاستنفار في صفوف الحاضرين؛ أخذناها إلى المستشفى جثة هامدة؛ أعلن الطبيب إذاك عن وفاتها.
محمد يوب

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك