أودعوني السجن المدني بالدار البيضاء في أواخر الثمانينيات بتهمة الأستذة؛ أقرع الجرس؛ أسمع صوت مزلاج بوابة السجن ينفتح بعنف؛ يستقبلني الحارس بتكشيرته المعهودة؛ بت أعرف دهاليز السجن الملتوية؛ أسمع صياح السجانين؛ وأتابع حركات المساجين البطيئة وهم يسيرون جيئة وذهابا؛ يستجدون أشعة الشمس أن تغمرهم بدفئها؛ أقضي أربع ساعات في اليوم داخل زنزانتي الكئيبة؛ و التي أضفى عليها اللوح الخشبي الأسود حلة من الحداد؛ أمر بين صفين من الطاولات الموشومة بعدد السنين؛ ومن حين لآخر أستفسر الطلبة المساجين عن سبب إيداعهم السجن؛ كانوا يصرون على براءتهم؛ لم أستطع التعايش مع التجربة؛ وكنت أنا المعذب الوحيد الذي كان يحسب الدقائق و الساعات.
محمد يوب

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك