صدى سيرة ذاتية 21


عندما تتشتت الأحزاب السياسية الرسمية؛ تظهر كيانات فكرية جديدة تنشط تحت الطاولة؛ و تملأ الفراغ السياسي الشبابي؛ ففي مطلع السبعينيات من القرن الماضي كان لي أول اتصال بالتنظيم الإسلامي المعروف بالشبيبة الإسلامية الذي تأسس سنة 1972 بزعامة عبد الكريم مطيع ورفيقه الحاج كمال؛ وكنا بعد صلاة الفجر نمارس رياضة الكراطيه؛ ثم نلتقي في بيت أحد القياديين الشباب الذي يتميز بفصاحة لغته؛ وبحسن تعامله مع المجموعة المنضوية تحت إمرته؛ نتعلم مبادئ وأفكار هذا التنظيم وفق منهج تربوي محدد ذي مرجعية إخوانية؛ تتخذ إطارها الفكري والمرجعي من كتاب (معالم في الطريق) للمفكر الاسلامي سيد قطب؛ وكنا نحضر خطبة الجمعة للشيخ زحل بمسجد على شكل زاوية بزنقة القاهرة؛ على مرأى ومسمع من رجال الشرطة؛ كما نجلس في حضرة الشيخ بلقاضي بأحد الكراجات بعين الشق؛ وكنا ننظر إلى كل شخص له أفكار فلسفية تحررية على أنه كافر عدو للإسلام و المسلمين؛ غير أنه عند مقتل عمر بن جلون الزعيم الاشتراكي سنة 1975؛ وقفت وقفة تأمل مع النفس؛ وعرفت الداء المستشري في المشهد السياسي المغربي؛ و علمت أن كل الأحزاب السرية منها و العلنية مخترقة من طرف المخزن؛ ؛ وتأكدت أن الدواء هو بناء العقل المغربي على أسس متينة باعتباره أساس كل تغيير اجتماعي .
محمد يوب

تعليقات