صدى سيرة ذاتية 23


وا الأقرع...وا الأقرع... صيحات مدوية تعم فضاء السينما ريالطو بالدار البيضاء عندما ينقطع الشريط السينمائي في أحلى لقطاته الحميمية أو الحزينة المؤثرة؛ هي نفس الشتيمة تسمعها في جميع القاعات السينمائية بالمغرب؛ فكل من يسهر على عرض الأفلام السينمائية عندما يحدث خلل في الشريط السينمائي ينعت بالأقرع؛ ربما كان الأخوان لوميير أقرعين؛ في المركز التربوي الجهوي بآسفي كان يتكون معي ابن عارض الأفلام بسينما روكسي؛ دعاني ذات يوم لمشاهدة فيلم أمريكي؛ صعدنا درجا حديديا ملتويا؛ جلسنا على كرسي خشبي؛ شرعنا في متابعة الفيلم الأمريكي من منصة العرض؛ في لقطة سينمائية ساخنة؛ تحولت القاعة إلى خيم بيضاء رابضة على الكراسي؛ أثثها لحاف المرأة المسفيوية؛ لم نسمع حينها وا الأقرع... وا الأقرع...
محمد يوب

تعليقات