صدى سيرة ذاتية 24


يعتبر الحلاق بالوعة المجتمع؛عنده تصرف مخلفات أبناء الحي و أوساخهم؛ وعنده تفسر الأحلام وتؤول الأحداث؛ يزيَن الشعر وينور الدماغ؛ وتعتبر مسرحية حلاق درب الفقراء ليوسف فاضل من أفضل الأعمال التراجيدية التي حولها محمد الركاب سنة 1982 إلى فيلم سينمائي؛ وقد نقلت هموم هذا الحي وتناقضاته إلى العالم أجمع؛ و مازلت أتذكر حسينة حلاق الحي الذي كنا نسميه ماركس بلحيته الكثة وصلعته الملساء؛ تشعر به وكأنه متخصص في علم التأويل؛ لا يمكنه أن يمرر الحدث دون تأويله؛ لم يستسغ فكرة إعادة صباغة بيوت الدار البيضاء باللون الأبيض و الشبابيك بالأزرق؛ وقال: بأنها رغبة من المخزن في توريط المواطن المغربي وتزكيته لاتفاقية كامب ديفد لمعاهدة السلام المنبوذة من طرف المواطن المغربي، وعندما شاهد مسرحية بوغابة لثريا جبران قال: إنها فضحت غطرسة إدريس البصري وجبروثه؛ وبعد مدة وجيزة تعرضت جبران للاختطاف وحلقوا شعرها؛ جزاء لها بما فعلت بوزير الداخلية؛ وعندما برزت في المجتمع المغربي ظاهرة الأكياس البلاستيكية السوداء المعلقة على لاقط البث التلفزي؛ قال: بأن المغاربة عبروا عن حزنهم وغضبهم لما يجري من تعذيب و تنكيل بالمثقفين التقدميين بدار المقري وبدرب مولاي شريف؛ لست أدري لماذا لم يعد الحلاق هو نفسه الحلاق الذي عهدته... المزين والمحلل النفساني الذي يكشف أسرار وخبايا الإنسان و المجتمع...ربما أصوات الفضائيات أسكتت صوت الحلاق.
محمد يوب

تعليقات