جمعتني به ظروف
العمل في إحدى الثانويات؛ صافحته بشدة؛ وكأنه يعرفني من زمان؛ أسود البشرة؛ قوي
البنية؛ طويل القامة...؛ وفي لحظة شعرت بأن ذاكرتي بدأت تنقب في صفحات الطفولة؛ لعلها
تجد أصلا أو شبيها لهذا الرجل ؛ فجأة وقفت عقارب البحث في زمان مضى؛ كان يسير في
الساحة وكفيل ضخم يبحث عن أمه في الغابة؛ استقدمته أمي الحاجة؛ طباخة المطعم
المدرسي من زاكورة لمتابعة دروسه
الابتدائية؛ لم يسعه فضاء القسم ولا مكان الطاولة ؛عندما حضر أول حصة له في مادة
اللغة الفرنسية مع الأستاذ علي؛ وعندما انتعشت الذاكرة واسترجعت حيويتها قلت
لزميلي في العمل ألست أنت التلميذ الكبير الذي كان يدرس معنا في مدرسة علال بن عبد
الله؟ رد قائلا: حقيقة لست أنا وإنما هو عمي وكيل جلالة الملك...
محمد يوب

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لحضورك واهتمامك