محمد صوف بالمكتبة الوسائطية في الرباط

يوم السبت 14فبراير نظمت المكتبة الوسائطية، مؤسسة محمد السادس للأعمال الإجتماعية، بالرباط، أمسية احتفاء بالكاتب المغربي "محمد صوف". افتتح اللقاء بتقاسيم على العود قدمها الاستاذ العراقي "يوسف عباس" و هو أصغر استاذ آلة العود في العالم.
من ضمن عشرات الجوائز التي حصل عليها:
 شهادة استاذ صوليست بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من بيت العود العربي بالقاهرة مصر - .
شهادة تقدير للحصول على جائزة المركز الاول )التانيت الذهبى( في العزف على العود بمهرجان قرطاج تونس.
اللقاء كان من تقديم الشاعر حسن عبيدو الذي قدّم الضيف كإسم مؤسس للعمل الثقافي بالبيضاء، و كمبدع جاء من درب "بوشنتوف" عن طريق النضال و الكتابة.
اول مداخلة جاء بها الناقد "محمد يوب" الذي رآى في "محمد صوف" عينا ساردة ناقدة تتبع جزئيات المجتمع، من الواقع الى الواقع المتخيّل. قال (ما يهمّ في أعمال صوف، ليس الأحداث، بلِ الشّخوص. خصُوصا في رواية الرهائن. فالشخوص رهائن في يد الكاتب. الرواية عند صوف رواية الشخصية.و الروائي يوزع الأحداث و الأدوار. و يعرّف الشخصية كوعاء فارغ يترك عملية ملئه للقارئ. بما يفيد أن الرواية تكتب ب3 أياد لتتجدد من قارئ الى آخر كُلّ حسبَ حمولته). ثم أضاف الناقد محمد يوب:( محمد صوف يبيِّن شخوصه بناء على الملامح الخارجية و علاقاتها الاجتماعية و مظهرها لتسويغ ما يرتبط بالشخصية من أحداث، لتكون مرآة لجوهر فلسفة إنسانية.ثم  بناء الملامح الداخلية ليتيح للشخصية فرصة التعبير عن نفسها) ليختم ورقته ب هذه الجملة : "كلّ شخصية رهينة بمن تحب"
حسن عبيدو أمسك رأس الخيط و أردف: (السارد يحب جعل القارئ رهينة لديه بسلاسل وجدانية عبر الكتاب.) ثم فتح حوارا مع الضيف سائلا إيّاه إن لم يكن الاديب راغبا في الاختلاف فما عساه يريد؟
محمد صوف أجاب ( أريد أن أكون شخصا عاديا يمشي في الأسواق و يشرب قهوته ككل الناس. أكتب وأجدني في كلّ مكان بين العامة. لا أريد أن أختلف.)
حسن عبيدو لم يقتنع بالردّ فعاد للسؤال:( كونك حريصا على عدم الاختلاف في حدّ ذاته اختلاف. أكيد لا تريد أن تكون صدى. لكن ألا تبحث عن الاختلاف في مرورك من رواية إلى أخرى ؟)
محمد صوف أجاب أنه يعتبر نفسه في قفص و لكي يعيش لا بدّ أن يقرأ و يكتب. و تساءل عن جدوى الالحاح على الاختلاف.
الاستاذ العربي بن جلون مبدع في أدب الطفل لم يخرج عن خطّ المسار المؤكد على الاختلاف. إذ قال عن الضيف: (محمد صوف حقا مختلف عن العامة و عن الادباء من رؤيتي الخاصة. شهادتي حوله عنوانها فمحمد صوف الانسان و الأديب-. عندما أتأمّل شخصيات الادباء عبر العالم نلحظ دوما مفارقة صارخة بين ما يكتبون و ما يؤمنون به و ما يفعلون. بعضُهم من ألأفضل أن تقرأ له على أن تلقاه. أعرف محمد صوف من 30 سنة و أكثر إنّه من طينة لا مثيل لها. لا يتغيّر. إنه صادق في مجتمع الرياء و المجاملة. صريح لا ينفعل و لا يتوتر. لا يلهث وراء الماديات. يكتب لأنه وجد نفسه كاتبا. إنّه أديب تلقّيت منه دروسا في السلوك الإيجابي كالجرأة في توضيح لأمور دون ضجيج.)
اضاف الأستاذ العربي بن جلون أن العالِم إذا زل، زل معه العالَم و الأديب يؤدي رسالة إبداعية و كتابته تأتي هادفة. ثم قال أن محمد صوف كتب الرواية و القصة و النقد الادبي و السينمائي و ترجم الكثير للكبار و الصغار مما أغنى المكتبة المغربية. و قال أن مسيرة  محمد صوف الأدبية تطورت منذ "رحال ولد المكي" و كتابته سينمائية مقتصدة في اللغة تقوم بتسريع اللقطات.
حسن عبيدو عاد لسؤال الضيف عن مشكل تداول النقد في المغرب.
محمد صوف اوجز الردّ ( ليس لدينا نقادا محترفين. نادرا ما تجد ناقدا لا يعرف الكاتب شخصيا. ليس هناك مهنة -ناقد- و لا يوجد احتراف للنقد. النقد عندنا مرتبط بعلاقات و انتماءات شخصية مما يجعله مرتبكا لا كيان مستقلّ له.)
السؤال الموالي كان عن انتماء الكاتب لجيل بأكمله. ردّ عليه الضيف بقوله: ( المماثلة بنيوية و ما يعانيه النقد يعانيه الأدب و الناقد مظلوم جدا.إذ لا بد له من الارتباط بمبدع منتج بينما ألأديب مستقل في إبداعه.)
"خالد الخضري" سيناريست و ناقد سينمائي، قال عن محمد صوف أنه يكتب بالصورة بشكل عميق و أنه كاتب سيناريو و استشهد بمقطع "يد الوزير" المليء بالتفاصيل حسن الناقد السينمائي "الخضري"
سؤال الترجمة و عمل المؤسسات الأدبية اليوم في المغرب طرحهما حسن عبيدو. أجاب عنهما محمد صوف بأن المؤسسات جزء من كل. و أنها مرتبطة بسيرورة. و أنّ هناك إيجابيات يجب التركيز عليها ك الاحتفاء و التوقيعات و ثقافة الاعتراف بالآخر. و قال أن الحركية أخذ و ردّ و تضارب آراء و أن ذلك مظاهر صحية مطلوب استمرارها لتتطور نحو الجودة بالتدريج.
و أضاف: ( الكتابة ألم جميل لا ترغب الخروج منه. تجد الكاتب في لحظة جذب و ألم حين انتهائه من عمل ما.) ثم تحدث عن "محمد زفزاف" حين كان يكتب " الثعلب يظهر و يختفي" و عانى من التردد مع احدى الشخصيات حين قارب الانتهاء من الكتابة إذ كان يتردد بين قتل الشخصية أو إرسالها السجن.
(لا عاصمة لنصوصي) ردّ محمد صوف حين قال حسن عبيدو أن(الجدار) عاصمة نصوص  محمد صوف.
بعدها قدم الاستاذ الروائي  الصحفي "محمد الاحسايني" شهادته قائلا بأنّ الحياة سيرورة يلزمها دراسة معمقة. و ان محمد صوف يكتب بحس سينمائي و انه يعرف صوف كمصرفي سابق و صحفي و روائي و قاص و صديق  و أخ. و أن بيوغرافيا صوف جزء مما كتبه صوف عن نفسه و يكتَب عنه هنا و هناك و هو ما تحدده أعماله ألأدبية و الفنية التي تلقي الضوء على مسار مبدع من جيل السبعينات. ثم قال أن محمد صوف بؤرة من المواهب و انه يتقن كسب الاصدقاء
سؤال الكتابة طرحه مقدم اللقاء المبدع حسن عبيدو متسائلا عما إذا كان الإنسان يكتب لأنه يريد ذلك أو تشبها أو ليكون قبل أن يسأل  المحتفى به إن كان وجد نفسه؟ كما سأله عن مجايلته لزفزاف و الخوري و غيرهما).أمّا الردّ من صوف فكان: (ما زلتُ أبحث عن نفسي... زفزاف و الخوري  و امقار و المديني و عبد الرحيم المودن و غيرهم اثّروا فيّ  كثيرا و كانوا اساتذة اكتشفتهم عبر جريدة "العلم" و استفدت منهم كثيرا...).
بكلمات الوفاء هذه و ثقافة و الاعتراف بالآخر اختتم اللقاء الذي سلط بعض الضوء على الكاتب المغربي محمد صوف.
*/*/*
عزيزة رحموني /15 فبراير 2015

تعليقات